تداخلت سيدة ضمن حضور ندوة "الحوار مع الآخر في المجتمع الافتراضي" التي نظمها مركز "الحوار الوطني" على هامش ندوات معرض الكتاب للرد على ورقة الشيخ ناصر القطامي حول المخبر والمظهر عندما قال: رأيت الشيخ عبدالعزيز بن باز يجلس بجانب الملك فهد- رحمهما الله- وهو يلبس حذاء "زبيرية" وثياباً قديمة وشماغاً قديماً، فهو لايحتاج أن يتظاهر باللباس لأن لديه مخبراً ولديه علم وأخلاقا، لترد السيدة قائلة "أستغرب من الشيخ ناصر وصفه وإعجابه بمظهر "بن باز" مع أن هذا الوصف والإعجاب بلبسه القديم، يتعارض مع تعاليم الدين بأهمية المظهر والنظافة". وكان الشيخ ناصر القطامي إمام جامع الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبدالعزيز، قد وصف الطبيعة النفسية في المجتمع السعودي ب"المزاجية المتقلبة"، متسائلاً: "لماذا أخلاقنا تتغير مع من نعرف؟ مستشهدا في الوقت ذاته بقولة تعالى: "وقل لعبادي بالتي هي أحسن".
وكشف الشيخ أن بعض المشاهير في "تويتر" لديه حسابان، واحد "يطقطق" فيه على الناس، وعلى العلماء والمشايخ، والمدربين، وقال ضاحكاً: "لا أقصد (سامي الجابر)، أو المذيعين، ولا أقصدك ياعبدالله المديفر"، والحساب الآخر، للمثالية والتواصل مع الناس بحسب مجاله".
واستعرض "القطامي" في حديثه أسباب ازدواجية بعض الشخصيات، عند تعاملها مع المجتمع الافتراضي، وعند تعاملها مع الآخر، والأسباب التي أدت إلى هذه الازدواجية، وأهمية تنظيم العلاقة والحوار مع الآخر.
كما دعا إلى ترشيد استخدام التقنية، والتي يرى أن التعامل معها لم يعد ترفاً وإنما أصبح ضرورة لتيسير وتسهيل التعاملات اليومية في المجتمع.
وشارك في الندوة إلى جانب الشيخ ناصر بن علي القطامي، الإعلامي عبد الله المديفر، والإعلامي صلاح الغيدان، والإعلامي محمد العوهلي، وأدار الندوة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.
وانطلقت فعاليات الندوة، التي شهدت حضوراً جيداً من زوار معرض الكتاب، بكلمة ترحيبية من مدير الندوة الدكتور فهد بن سلطان السلطان، وجه خلالها شكره لضيوف الندوة على تلبية دعوة المركز، ولوزارة الثقافة والإعلام وللقائمين على معرض الكتاب الدولي بالرياض.
وأكد في كلمته على اهتمام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بوسائط التواصل الاجتماعي، واستشعاره لأهميتها وتأثيرها في تشكيل الرأي العام، ودورها في نشر ثقافة الحوار بين شرائح المجتمع وخصوصاً الشباب، مشيراً إلى تخصيص المركز لقاء الخطاب الثقافي السادس الذي نظمه في مدينة الدمام للحوار حول وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال إن المركز يتطلع من خلال ندوة الحوار مع الآخر في المجتمع الافتراضي إلى حوار مثمر وهادف، بمشاركة نخبة مميزة من المثقفين الذين لهم مشاركة فاعلة واهتمام واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتناول الإعلامي عبد الله المديفر، في كلمته موضوع الحوار مع الآخر سواء في المجتمع الواقعي أو الافتراضي ومحاولات الاقصاء للآخر المخالف في الرأي، وخصوصاً في المجتمع الافتراضي، والذي اعتبره أكثر واقعية ووضوحاً عند التعبير عن الأفكار والآراء.
كما تناول الأسباب التي تؤدي إلى مشكلة محاولات إقصاء الآخر وإلغائه وأحادية الآراء في المجتمع من حيث الدوافع، وتأثير نشأة الفرد في جنوح شخصيته نحو النزعة الفردية في تغليب الرأي الواحد.
وأشار إلى مسؤولية مؤسسات المجتمع في تكوين ثقافة تقبل الاختلاف والحوار، مؤكداً على أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منارة حقيقية لنشر ثقافة الحوار من خلال اتاحته فرصة الحوار بين جميع الأطياف.
من جهته، أكد الإعلامي صلاح الغيدان على أهمية تناول ظاهرة تفاعل المجتمع مع وسائط التواصل الاجتماعي والقضايا التي يتم تداولها من خلال المجتمع الافتراضي.
وتناول تجربته مع وسائل التواصل الاجتماعي وقناعته بضرورة قبول الرأي الآخر حتى لو اختلفت معه، مبيناً أنه من خلال تجربته في هذا المجال لم يقم بحجب أي شخص من التواصل معه من خلال تلك الوسائط.
وعزا الإعلامي محمد العوهلي ارتفاع نسبة المشاركات في المملكة في وسائط التواصل الاجتماعي واتجاه الشباب إليها إلى أنها أصبحت مكاناً مناسباً للشباب لإيصال أفكارهم وأطروحاتهم، بشكل مباشر للجمهور.
وقال إن سهولة الوصول والتعبير عن الرأي، من أهم أسباب انتشار ظاهرة التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنه من خلال المجتمع الافتراضي لم يعد هناك حواجز بين المبدع والمتلقي كم كان سابقاً.
وحول التعامل مع المسيء في وسائل التواصل الاجتماعي، أكد "العوهلي" على أن التعامل مع المسيء له طرق كثيرة، ومن أفضلها تجاهله أو التعامل معه ضمن قيم وأخلاقيات محددة. وشهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من الحضور، من خلال مداخلاتهم واستفساراتهم من ضيوف الندوة في حوار مفتوح، استمع فيه المشاركون إلى إجابات ورؤى ضيوف الندوة حول الأسئلة المطروحة في اللقاء.