أدانت هيئات مقدسية المخطط الجديد لبلدية الاحتلال في القدس، الهادف إلى تخفيض صوت الأذان في مساجد المدينة، محذرة من عواقبه، وأكدت أنه انتهاك خطير لحرمة المساجد وقدسيتها. وحذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، من المخطط الذي تنوى بلدية القدس تنفيذه خلال الأشهر القادمة.
وقال مفتي القدس، في بيان صحافي: "المساجد في فلسطين بصفة عامة، ومدينة القدس خصوصاً، تتعرض لحملة شرسة على يد سلطات الاحتلال، في إطار مسلسل التطرف الذي تنتهجه للمسّ بها وذلك بالحرق أو الهدم أو الإغلاق متذرعة بحجج واهية".
وأضاف: "المساجد وقف إسلامي، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونها، سوى الجهات الإسلامية المختصة، ولكن سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط الشرائع السماوية والأعراف والقوانين والأنظمة الدولية، ولا تحترمها وتسير وفق خطة ممنهجة لطمس كل ما هو عربي في فلسطين وإحلال اليهودي مكانه".
وأردف: "سياسة التعسف والقمع الإسرائيلي والتدخل في شؤون العبادة ومنع الشعائر الدينية تشمل المساجد في الأراضي الفلسطينية بأكملها".
وطالب المجتمع الدولي، دولاً وحكومات وهيئات ومنظمات مختصة، بضرورة التدخل لوقف الاعتداءات على المساجد في الأراضي الفلسطينية بأكملها وعلى رأسها المسجد الأقصى ومنع السلطات الإسرائيلية من التدخل في عبادات المسلمين وشعائرهم، لأنها حق للمسلمين في فلسطين وشتى بقاع الأرض.
وكانت صحيفة "يورشاليم" العبرية الأسبوعية قد نشرت أن بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة تنوي خلال الأشهر المقبلة تخفيض صوت الأذان في مساجد المدينة المقدسة بدعوى تخفيض ما تصفه ب "الضجيج" في أنحاء المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخطط الجديد يتضمن فحوصاً شاملة لنحو 200 مسجد منتشرة في أحياء القدسالشرقية، وستشهد المرحلة الأولى فحص مسجدين جنوبالمدينة، بهدف قياس قوة مكبرات الصوت، وهو ما يطلقون عليه في وثائق البلدية "منظومات الاستماع" التي تنصب على المآذن لرفع الأذان.
وأكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن صوت الأذان سيظل يصدح من مآذن القدس كلها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وأن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه لإسكاته بشتى الذرائع والسبل، ستبوء بالفشل، كما باءت محاولات سابقة.
وحذرت المؤسسة من مخططات احتلالية جديدة قديمة لإسكات الأذان في مساجد القدس، ومن بينها المسجد الأقصى.
وقالت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات": إن كل يوم تشهد مدينة القدس تطوراً خطيراً ونوعياً في عملية انتهاك حرمة المساجد وقدسيتها.
وأضافت: "ما هذا المخطط الأخير الذي يستهدف تخفيض الأذان إلا تتمة للهدف اليهودي الأكبر بتهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية العربية، وإبراز الطابع اليهودي فيها".
وقال الأمين العام للهيئة: "خفض صوت الأذان اعتداء جديد يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني وانتهاكاً صارخاً لحرية العبادة، مثلما يشكل انتهاكاً صريحاً لالتزامات "إسرائيل" بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضى الفلسطينيةالمحتلة".