اعتقلت السلطات المكسيكية، السبت، زعيم تجارة المخدرات والمطلوب رقم واحد في المكسيك، جاكوين غوزمان والملقب ب"إل تشابو" التي تعني "القصير"، وذلك في عملية مشتركة مع قوات أمريكية. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي أنه تم إلقاء القبض على "إل تشابو" خلال وجوده في فندق وبصحبته مرافقة، في عملية تم التخطيط لها منذ نحو خمسة أسابيع.
وإذا انتهت قصة "حرية" جواكين إل تشابو غوزمان باعتقاله، إلا أنّه سيَمضي وقت طويل قبل أن تنتهي أسطورته، هذا إذا لم تُخلّد في الأساطير الشعبية للمكسيك والدول المجاورة لها.
وتكفي الإشارة إلى أنه الأقوى في رشوة أي شخص، ولذلك فقد كانت المعلومة تصل إليه كلما تعلق الأمر بعملية لاعتقاله، باستثناء الأخيرة التي قادت إلى القبض عليه للمرة الأولى منذ فراره من السجن عام 2001.
ورغم أن الإشاعات كانت تشير إلى أنه بكم الأموال التي يملكها بإمكانه أن يجد ملجأ في أي مكان على الكرة الأرضية، إلا أن الأمر انتهى بمن كان يظهر على مجلة "فوربس" على لائحة أقوى الناس على وجه الأرض، أن يعتقل في كولياكان، على بعد نحو 140 ميلاً فقط من معقل تجارة المخدرات التي يقودها في "سينالوا".
ولم يكن ذلك ممكناً لولا تعاون قوات المارينز المكسيكية -التي تقول السلطات المكسيكية إنها القوة الأقل قابلية للفساد- وقوات مكافحة المخدرات الأمريكية.
ولطالما تغنّى المكسيكيون ب"مآثر" إل تشابو في أغانيهم الشعبية "الكوريدوس" وآخرها أغنية ذاعت وظهرت عام 2012 وأداها مغني الراب غوشي مين ويقول فيها: "لا أريد أن أكون سوى إل تشابو.. أوتوماتيكية كلها سيارتك الأوتو.. لا أريد أن أكون سوى إل تشابو.. ثلاثة مليارات دولار كلها بيسوس.. لا أريد أن أكون سوى إل تشابو.. وعندما ألتقيه سأقول له برافو".
ووُلد "غوزمان" في باديراغاتو في سينالوا، وبدأ عمله مساعداً لزعيم "كارتلها" ميغيل أنخيل فيليكس غاياردو. ثم أسس عصابته عام 1980 قبل أن تتعزز سطوته عندما ورث عن "غاياردو" قيادة عدد من العصابات في ولايات أخرى، ثم سرعان ما نمت أموال عصابته لتصبح بمليارات الدولارات لدرجة أنه لا يخلو شارع من شوارع الولاياتالمتحدة من بعض مخدراته.
في عام 1993، تم اعتقال "إل تشابو" في غواتيمالا عام 1993 وجرى ترحيله إلى المكسيك التي حكمت عليه بالمدة القصوى في السجن. لكنّ عملية فراره من السجن عام 2001 حرية بالاهتمام. فقد دفع رشوة وصلت إلى 2.5 مليون دولار حتى يفرّ.
ونمت عدة روايات عن "طيبة وكرم" إل تشابو، وكيف كان "يحجز كل أجهزة الهاتف من داخل أي مطعم يزوره عندما كان في حالة فرار، ومن ثمّ يعيدها بعد أن يغادره، ويدفع ثمن وجبات الجميع"، لكنها وفقاً لمحللين لا تعدو كونها أحاديث يتم تناقلها عن الأشخاص الذين يشبهونه وفي كل دول العالم.
فعلى العكس من ذلك، حسب محلل أجرت معه CNN حواراً "قصة روبن هود لا تستقيم معه. إنه شخص معروف باستخدام القوة والقتل عندما يكون بحاجة لذلك، ورشوة أي مسؤول يعترض طريقه".
وباعتقاله فإنّ الصورة الوحيدة التي ستراها كل المكسيك هي صورته بين يدي قوات الأمن وهو مقيد بالأغلال. صورة الرجل وليس الأسطورة. لكن على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت الرهانات تدور حول التكهن بما إذا كان سينجح في الفرار. وكتب أحدهم على "تويتر" يقول: "لا تبتهجوا.. سيفر مجدداً في عملية مشبوهة".