أكد نجل المواطن المتوفى عوض عاقل الرويلي، أن تأخر طائرة الإخلاء الطبي وتعنت طبيبها، وسوء الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بمنطقة الجوف؛ وراء وفاة والده. وقال نجل المتوفى، ويدعى "زياد": "توفي والدي، يرحمه الله، بسبب تقصير وتخاذل طائرة الإخلاء الطبي في وزارة الدفاع، وسوء الخدمات الطبية في مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بمنطقة الجوف، حيث أدى جهل الطاقم الطبي بالمستشفى وتأخر الأطباء في تشخيص حالة النزيف التي كان يعاني والدي منها، لوفاته".
وأضاف: "والدي أغمي عليه أكثر من مرة ونوم في المستشفى ثلاثة أيام ثم أخرجوه بدعوى أنه لا يعاني شيئاً، إلا أن حالات الإغماء تكررت كثيراً وشُخص المرض بأنه نزيف في المعدة، ثم تبين أنها جلطة قلبية، فتقرر وضعه تحت أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفى، وتبين لي أن هذه الأجهزة غير سليمة وملوثة ما أسفر عن انتقال عدوى إلى جسد أبي وإصابته بالتهاب رئوي حاد، كما أن ممرضات قسم العناية القلبية قيدن يديه أثناء تنويمه في القسم".
وأردف "زياد": "بعدها قرر الأطباء المعالجون أن والدي يحتاج إلى إخلاء طبي عاجل لنقله إلى مركز متخصص لإنقاذ حياته، والتقارير الطبية تؤكد ذلك، وبشق الأنفس وجدنا له سريراً في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض".
وتابع: "بعد عناء شديد تم التنسيق مع طائرة الإخلاء الطبي لنقل أبي من منطقة الجوف إلى مدينة الرياض، إلا أن الإخلاء الطبي ماطلنا بشدة وظل يؤجل موعد الرحلة لأكثر من يوم على الرغم من أن حالة والدي لم تكن تتحمل هذا التأجيل".
وقال: "بعد وصول طائرة الإخلاء متأخرة إلى منطقة الجوف أحضر والدي من مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بسيارة الإسعاف برفقة أحد الأطباء المشرفين على علاجه، وكانت حالته مستقرة ويتكلم ويدرك ما حوله وكان مستبشراً خيراً بأن ذهابه للعلاج في الرياض قد يخفف معاناته مع المرض".
وأضاف: "بمجرد وصول والدي إلى بوابة طائرة الإخلاء رفض طبيب الإخلاء د.صلاح (مصري الجنسية) نقل والدي، بحجة أن حالته لا تسمح بذلك، مع العلم أن طبيبه المعالج كان موجوداً وأصر على نقلة بالإخلاء، وأكد أنه يتحمل المسؤولية، وأنا طلبت من طبيب الإخلاء تقل والدي على مسؤوليتي، وقدمت له إقراراً بتوقيعي وتوقيع الطبيب المعالج، وتوسلنا له بكل الطرق لكنه ظل على رفضه".
وتابع "زياد": "ظل والدي المريض في المطار أكثر من ساعة ونحن نحاول إقناع طبيب الإخلاء، وأدى ذلك إلى صدمة نفسية قوية زادت من سوء حالته الصحية والنفسية، حيث وجد نفسه يعود إلى السرير الذي كان يرقد عليه في مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بمنطقة الجوف".
وقال الابن: "رغبة مني في إنقاذ والدي ونقله إلى مستشفى متخصص قادر على علاجه في ظل ازدياد حالته سوءاً، على مدى أربعة أيام، استعنت بالإخلاء الطبي الأردني على حسابي الخاص بقيمة 60 ألف ريال، بخلاف قيمة العلاج، وتم إخلاء أبي من مطار منطقة الجوف إلى مطار ماركة بالأردن".
وأضاف: "أدخل والدي إلى العناية المركزة بمستشفى مدينة الملك الحسين الطبية، ثم توفي بعد سبع ساعات تقريباً، حيث أفاد الأطباء بأنه وصل متأخراً جداً، وأن سبب وفاته كان عدم إخلائه أو نقله إلى مستشفى متخصص في وقت مبكر".
وقال "زياد": "من خلال منبر صحيفة "سبق"؛ أطالب بمحاسبة كل من تسبب في وفاة والدي، سواء كان في مستشفى الأمير عبد الرحمن السديري بالجوف أو الإخلاء الطبي، وأناشد في الوقت ذاته ولي العهد ووزير الدفاع والد الجميع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، التدخل وإنصافنا بمحاسبة المقصرين وتنفيذ أقصى العقوبة بحقهم وإنقاذ الوطن والبشر منهم".
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الشؤون الصحية بالجوف، فهد الكريع ل "سبق": "مدير الشؤون الصحية بالجوف د.عبدالله المعلم، تلقى شكوى ابن المتوفى ووجه بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية وتقصي ملابساتها، وسنوافيكم بالنتائج فور انتهاء أعمال لجنة التحقيق".