عبدالله نحيط- سبق- الرياض: أكد الشيخ الدكتور صالح بن حميد خلال ندوة "حركات الإسلام السياسي الخطاب والواقع"، ضمن فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 29) في يومه الثاني، أن السلفية ليس لهم لقب يعرفون به ولا نسب ينتسبون إليه، وأن منهج السلفية ليس حقبة تاريخية، بل هو مستمر وغير متقيد بزمان ومكان، فليس هناك من جماعة معينة محصورة تمثل هذا المنهج. وقال: إن الإمام العالم الشيخ ابن باز- رحمه الله- أجاب لما سألوه قائلاً: "السلف الصالح هم الصحابة- رضي الله عنهم- ومن سلك سبيلهم من التابعين من الحنفية والمالكية والشافعية وغيرهم".
واعتبر أن "من القصور حصر منهج السلف الصالح في بلد أو فئة أو قضايا معينة أو علم معين، فليس ثمت جماعة محصورة تمثِّل هذا المنهج، بل هناك أفراد تنتمي وتنتسب إليه وتسعى لتحقيق هذا المنهج".
وشدد "ابن حميد" على أن المنهج السلفي غير مسؤول عن أخطاء بعض المنتسبين إليه، وإنما تنسب الأقوال لقائليها.
وأوضح بعض معالم هذا المنهج ومنها العناية بلزوم الجماعة والسمع والطاعة والأمر بالمعروف والنصيحة بإخلاص وحفظ الحق والمكانة والبعد عن التشهير والتشنيع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأضاف أن من معالمه أيضاً أن مصدر التلقي هو الوحي، بالإضافة إلى عدم التعصب إلا للحق، وعدم التعصب يقترن بعدم ادعاء العصمة والتفريق الظاهر بين الحكم على الأوصاف والحكم على الأعيان، موضحاً أن الحكم على الأعيان فيه من الضبط والتورع ومساحة الاجتهاد فيه واسعة.
ولفت "ابن حميد" إلى أن أعداء الإسلام والمتربصين يقفون موقفاً صارماً من كل دعوة تدعو للحق.
وتحدث الدكتور رشيد الخيون من جمهورية العراق عن الإسلام السياسي الشيعي في العراق، مبيناً خطأ وسائل الإعلام في تناول موضوع الشيعة في الإسلام الشيعي، ووصفهم بأنهم كتلة واحدة ولا يوجد بينهم أي صراع يذكر أو خلاف.
وقال: "على العكس تماماً هناك خلافات في صفوف الشيعة داخل العراق وصلت إلى هدر الدماء".
واعتبر أن "الطائفية في المجتمع العراقي لم تنزل إلى المجتمع، بل بقيت عند القيادات السياسية".
وقال "الخيون": "ظهور مصطلح الإسلام السياسي برز حديثاً عند استلام الإسلام السياسي الشيعي جزءاً كبيراً من السلطة".
ولفت إلى أن "الإسلام السياسي الشيعي ينقسم إلى قسمين القسم العقائدي الذي يمثله الإخوان الشيعة الذين يتخذون الحاكمية التي تعتبر واحدة عند الإسلام السياسي الشيعي والسني لكن مع اختلاف التوصيف".
وأوضح: "هؤلاء يقولون الحاكمية لله ويتكلمون عن ولاية الفقيه وهي نيابة الإمام".
وأما القسم الثاني فهو "الإسلام السياسي غير العقائدي الذي نشأ بظروف ثورية".
وأرجع "سبب ضعف الإسلام السياسي في العراق إلى النزاعات السياسية في الداخل والخلاف الموجود".
وقال: "الإسلام السياسي الشيعي ليس قائماً على نظرية بناء دول وما شابه، بل قائم على هو موقع رئيس الوزراء في العراق".
كما تحدث الدكتور مهند مبيضين عن الحالة السياسية للإسلام في الأردن الذي استند إلى الشرعية التاريخية والدينية في الحكم، مبيناً عدم نشوء أحزاب سياسية مبنية على أساس أيديولوجي سوى عدد من الأحزاب التي كانت تتأثر بأحزاب دول الجوار.
وتحدث الدكتور عبدالله آل الشيخ عن الفوائد في الحوار الديني الذي رعته المملكة، مبيناً أن السعودية هي ليست دولة دكتاتورية إرهابية كما يصفها البعض، بل هي دولة إسلامية منهجها كتاب الله وسنة رسوله، ولا قداسة لملك وعالم أو فقيه أو تاجر، وإنما في أعناقنا بيعة شرعية لولي الأمر نحيطها بالطاعة.
وتحدث كذلك عن الرؤية الغربية للإسلام السياسي في الوطن العربي قبل وبعد أحداث سبتمبر وما ساعدت هذه الأحداث من تأجيج الصراع في أدبيات السياسة العربية.