مكة المكرمة – واس من حق الناس مع لزوم السمع والطاعة المطالبة بحقوقهم من الولاة قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد إن منهج السلف الصالح ليس حقبة تاريخية محدودة ولا جماعة مذهبية محصورة بل هو منهج مستمر لا يتقيد بزمان ولا ينحصر بمكان، كما أنه ليس حزباً ولا تياراً ولا حركة وليس تكتلاً سياسياً، والمنضوون تحت هذا المنهج قطاع عريض من المسلمين شعوباً ودياراً هم الأصل في عموم المسلمين. وأكد أنه مع لزوم السمع والطاعة من حق الناس المطالبة بحقوقهم من الولاة، ظلمة كانوا أو عادلين ولا تنافي بين لزوم السمع والطاعة وظهور بعض المظالم وحق المطالبة بالحقوق ورفع المظالم. وبيّن أنه من معالم هذا المنهج النصيحة في إخلاص وصدق وديانة وحفظ الحق والمكانة والبعد عن التشنيع والتشهير أو سلوك مسالك تؤدي إلى التفرق والشحناء. وأكد أن من القصور في النظر والفهم حصر منهج السلف الصالح في قضايا معينة أو علم معين أو بلد معين أو فئة معينة فالسلف الصالح ليس يدعي تمثيلهم أحد ولا ينطق باسمهم عالم فليس ثمة جماعة محصورة تمثل هذا المنهج وإنما يوجد أفراد وجماعات ينتمون إلى هذا المنهج وينتسبون إليه ويسعون لتحقيق منهج السلف الصالح. وبيّن الشيخ بن حميد، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، أن منهج السلف الصالح ليس مسؤولاً عن أخطاء بعض المنتسبين إليه، وإنما تنسب الأقوال والأفعال والتصرفات إلى أصحابها وجماعاتها لا إلى المنهج. ولفت إلى أن منهج السلف الصالح يعتمد النص الشرعي وفهم السلف الصالح وطرق استدلالهم ومصدر التلقي عندهم وليس ذلك محصوراً في فهم عالم بعينه فأصول هذا المنهج ومبادئه لم يولدها فكر بشري ولا ظرف تاريخي ولا اجتهاد مجتهد بل عمادها الكتاب والسُنَّة. وقال ابن حميد، يبرز منهج الاتباع حين يأخذ التفرق الفكري والعقائدي في الانتشار وتنمو مذاهب ومناهج وتيارات وفلسفات يتميّز فيها منهج السلف الصالح وتظهر معالمه، فهو يأوي بقوة الله وحوله إلى جبل من الأصول والأدوات والاستعدادات يعصمه من الزلات والانحرافات في إدراك لفقه الواقع وأدوات التمكين مع اللين والحزم والرحمة والدفع بالتي هي أحسن السلف الصالح هم الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي.