كشف استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم رئيس نادي جدة لطب النوم، الدكتور بدر كريم، ل"سبق" أن دراسة سعودية حديثة طُبِّقت على عينة كبيرة من المجتمع السعودي، أظهرت نتائجها إصابة 16 % من النساء بالشخير اليومي المزمن، مقارنة بنحو 31 % من الرجال متوسطي الأعمار، بحسب إفادة الدكتور سراج ولي، أستاذ مشارك طب النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة المشرف الرئيسي على الدراسة. وأضاف الدكتور "كريم" بأنه يلاحظ ارتفاع نسبة متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم لدى النساء متوسطات الأعمار بنسبة 2 %، بأعراضها الشخير وتقطّع النوم ورداءته، والإرهاق وزيادة النعاس أثناء النوم، والإصابة بالشخير المزمن لدى نحوى 9 % منهن بحسب دراسة في بداية التسعينيات.
وأردف بأنه أظهرت بعض الدراسات الغربية ارتفاع نسبة الشخير لدى النساء الحوامل إلى ما يقرب من 40 % نتيجة احتقان الأنف واحتباس السوائل، إضافة إلى زيادة الوزن والتغيرات الهرمونية. وذكر أن نسبة المشكلة نفسها لدى النساء بعد سن انقطاع الطمث تصل إلى 42 %، وبخاصة لدى اللواتي لا يتناولن أدوية الهرمونات البديلة تبعاً لنقص هرمون البروجستيرون وزيادة الوزن التي تظهر بشكل واضح عند نحو 30 % في هذه السن. كما تزداد لديهن المعاناة من مضاعفات انقطاع التنفس أثناء النوم خاصة في وجود عوامل خطر أخرى، مثل: فرط الوزن، أمراض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وغيرها.
وتابع: وتشخيص اضطرابات التنفس أثناء النوم عند النساء يكون عادة في مراحل متأخرة نتيجة عدم اعتراف معظمهن بوجود عرض الشخير؛ لما يسببه الشخير من إحراج للواتي يعانين منه. وواصل: وتزيد نسبة الإصابة بخمول الغدة الدرقية ونقص إفرازها هرمون "الثايروكسين" عند النساء أكثر من الرجال؛ ما يرتبط بزيادة الوزن، وارتخاء عضلات الحلق، وهو أحد الأسباب التي يجب التنبه إليها وعلاجها قبل التحكم في أعراض الشخير واضطرابات التنفس أثناء النوم لدى النساء. وبيّن: ولا شك أن تدخين السجائر والشيشة (المعسّل) من العادات السلوكية الضارة التي انتشرت مؤخراً لدى كثير من النساء في المجتمعات العربية، وتُعدّ من أسباب الإصابة بالشخير وتأرق النوم؛ إذ يرتفع خطر الإصابة بالشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم إلى أربعة أضعاف لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين، إضافة إلى إسهام التدخين في سوء التحكُّم في أعراض حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، وضعف الاستجابة لعلاجات احتقان الأنف، فضلاً عن تسببه في إزعاج شريك الفراش، واحتمال لجوء الزوجين للنوم في غرفة مستقلة تجنباً للإزعاج.
وأكمل: بلغة القياسات، فإن مقاس 17 إنشاً بالنسبة للرجال و16 إنشاً بالنسبة للنساء يُعتبر حدًّا طبياً فاصلاً، يرتفع بعده خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم.
ولفت إلى أنه للوصول إلى التشخيص الدقيق يحتاج من يعاني الشخير إلى الكشف الطبي لدى متخصصين في اضطرابات النوم وطب الأنف والأذن، والخضوع في كثير من الحالات لإجراء دراسة معملية لطبيعة النوم ورصد اضطرابات في التنفس؛ إذ يتم تسجيل رسم الدماغ ورصد الشخير وملاحظة حركة التنفس، إضافة إلى متابعة تدفق الهواء وانقطاعه المتكرر بواسطة مجسات توضع على الصدر والبطن والأنف، وتسجيل نسبة الأوكسجين في الدم عن طريق النبض طوال ساعات النوم؛ وذلك تمهيداً لاقتراح العلاج المناسب لكل حالة حسب شدة الشخير ومضاعفاته الصحية والنفسية والاجتماعية.