تسبَّب خطأ طبي بمستشفى فيفاء العام في بتر رِجل الطفل "يوسف أحمد يحيى الحكمي الفيفي" من نصف الفخذ اليسرى، بعد إجراء أربع عمليات تنظيف من دون جدوى. واضطر ولي أمر الطفل إلى إخراجه على مسؤوليته من المستشفى؛ حتى لا تتفاقم المشكلة، وقرر نقله إلى مستشفى عسير، إلا أنه تبين وجود بكتيريا مميتة في الدم، أدت إلى انتشار الغرغرينا وتوغلها في رجل الطفل.
وقال الناطق الإعلامي باسم "صحة جازان"، محمد الصميلي، ل "سبق": "هذه الحالة حضرت إلى المستشفى بتاريخ 17/ 2 إثر تعرضها لحادث مروري؛ إذ كان الطفل ضمن عائلة مكونة من سبعة أشخاص أُصيبوا بإصابات متفرقة، وتم التعامل معهم وفق الأصول الطبية، وتم تحويل حالتين إلى مستشفى الملك فهد، وتلقى الباقون العلاج إلى أن غادروا المستشفى، بمن فيهم الطفل يوسف".
وأضاف: "بالنسبة للعدوى البكتيرية التي أصابت الطفل، فقد قام القسم المختص بهذا الشأن بتتبع الإجراء المتبع منذ وصوله إلى قسم الطوارئ حتى خروجه من المستشفى مروراً بالقسم الداخلي، ولا يوجد دليل واحد على أن العدوى أصابت الطفل داخل المستشفى؛ إذ جرى التعامل مع حالته وفق الأصول الطبية المتبعة إلى أن أخرجه ولي أمره من المستشفى على مسؤوليته بتاريخ 5/ 3. علماً بأن مساحة الجرح 20×20سم، وهو انسلاخ جلدي وليس فقداً جلدياً".
وقد تواصلت "سبق" مع خال الطفل عبدالله محمد الفيفي لمعرفة تقرير الحالة من مستشفى عسير، فقال: "للأسف قام مستشفى فيفاء العام بإخفاء الحقيقة في قضية يوسف أحمد الفيفي؛ إذ إن الطفل دخل المستشفى عقب وقوع حادث مروري، نتج منه إصابته بجرح صغير من الجهة الخلفية لرجله اليسرى، على قول شهود عيان كانوا موجودين أثناء وقوع الحادث، وقدروا مساحة الجرح بسنتيمترين فقط، وبهذا يكون مستشفى فيفاء العام قد اعترف بأن مساحة الجرح زادت بسببه، وهذا الجرح لا يمكن التعامل معه بهذه الدرجة من الإهمال، ويتم إجراء كل هذه العمليات التي لم تسفر عن أي تحسن في الحالة، وأدت إلى استئصال الجلد".
وأضاف: "لقد تحدث الطبيب لعائلة الطفل بشأن وجود بكتيريا بالجرح، لا يدري ما نوعها، وقام بإرسال عينات إلى مستشفى الملك فهد بجازان لعمل مزارع لهذه البكتيريا، فزاد القلق في نَفْس والد الطفل بعد أن رأى حالة ابنه تسوء".
وأردف: "الطفل مكث في المستشفى 18 يوماً من دون أي تحسُّن، وكانت الحالة تزداد سوءاً؛ فقرر الأب نقله إلى مستشفى عسير المركزي بأبها على مسؤوليته، وبعد ثلاث ساعات هي المسافة من مستشفى فيفاء العام حتى قسم الطوارئ بمستشفى عسير المركزي اكتشف الأطباء في رجل الطفل التهاباً وتعفناً حدثا في وقت سابق؛ وتم أخذ عينات من الجرح وإرسالها لقسم الأحياء الدقيقة، واتضح وجود نوع من البكتيريا، يطلق عليه اسم pseudomonas aeruginosa ، ووجود نوع من الفطريات يطلق عليه اسم aseptate fungal hyphae. ورغم محاولات علاجه بمضادات مع إجراء تنظيف مرات عدة ظلت الحالة سيئة".
وتابع خال الطفل: "أحد الأطباء بمستشفى عسير قال إن هذه البكتيريا توجد بنسبة كبيرة في المستشفيات، ومن ضمن طرق انتقالها عدم تعقيم مفارش الأسرّة وتغييرها بشكل مستمر، ولا أخفيكم سرًّا أن الطبيب المعالج له بمستشفى فيفاء كان يقوم بتنظيف وتغيير ضمادات الجرح أحياناً على سرير الطفل نفسه، وعلى مرأى من والدته التي كانت منوَّمة معه في الغرفة نفسها، ولم يكن هناك أي حرص على نقله إلى غرفة ذات تعقيم".
وبدوره، قال الناطق الإعلامي باسم "صحة عسير"، سعيد بن عبدالله النقير، ل"سبق": "الطفل يوسف أحمد الحكمي وصل إلى مستشفى عسير المركزي، وبعد الكشف عليه اتضح أنه يعاني التهاباً وتعفناً بالقدم اليسرى؛ فتم إعطاؤه مضادات مع إجراء تنظيف مرات عدة، ولم تستجب حالة الطفل؛ ما أدى إلى تجلط في القدم، وسوء في حالة الطفل العامة".
وأضاف "النقير": "تقرر تكوين لجنة من أطباء العظام وجراحة الأوعية الدموية وجراحة التجميل بمستشفى عسير، ورأت أن إصابة الطفل تهدد حياته، وأوصوا بإجراء عملية بتر للرجل، وحالة الطفل الآن مستقرة بعد عملية البتر".
وناشدت عائلة الطفل المسؤولين محاسبة المتسببين عن هذا الوضع، وتشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق، ومعرفة ملابسات بتر رجل الطفل يوسف أحمد يحيى الحكمي الفيفي، الذي لا يتجاوز عمره تسع سنوات، وإنصافه في مصابه الجلل.