قال سكان من قرية الخليلة السياحية بمحافظة هروب إنهم لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعد أن حاصرتهم الصخور، وقطعت الطرق التي تربط القرية بجميع الخدمات، وأدت لفشل موظفيها وطلابها في الذهاب لدوامهم نتيجة الانهيارات الكبيرة بجبل القفارة، الناتجة من تنفيذ إحدى شركات المقاولات طريقاً بالجبل، مطالبين بمحاسبة المسؤول عن ذلك. وذكر المواطن يحيى مفرح الهروبي، من أهالي القرية، ل"سبق" أنه لا يستطيع إيصال أبنائه إلى المدارس، وأرغمهم على التوقف وعدم مواصلة تعليمهم؛ بسبب خوفه على حياتهم من هذه الشركة المدمرة.
وأضاف المواطن مفرح محمد الهروبي بأن نصف مزرعته دمرتها الصخور، في الوقت الذي لا حول له ولا قوة لردع هذه الشركة، أو المطالبة بإصلاح ما خلفته من دمار.
ولفت المواطن جابر الهروبي قائلاً: أنا مريض بالسكر، واشتد علي بسبب عدم المقدرة على مراجعة أقرب مستشفى لنا، وهو مستشفى صبيا، الذي يبعد ما يقارب 90 كيلومتراً. وطالب بمحاسبة المسؤول عن مشروع جبل القفارة؛ كونه السبب في محاصرة القرية وتدميرها والقضاء على أرواح المواطنين تدريجياً.
ومن جانبه، أوضح وكيل محافظة هروب محمد الجعفري أن المشروع تم على مرحلتين: الأولى كانت باستلام إحدى الشركات التي أحدثت مشاكل بسبب عدم احترامها حرمة الموتى، وانتشالها القبور، مهمشة جميع التوجيهات والشكاوى ضدها، ثم بعدها تم إيقافها بسبب عدم التزامها بالمهنية والعمل من قِبل إدارة الطرق.
وفي المرحلة الثانية، قبل عام، استلمت شركة أخرى المشروع مسببة دماراً لقرية الخليلة بمواطنيها والمنازل والمزارع دون مبالاة؛ وقام مركز هروب بدوره برفع خطاب إلى إدارة الطرق، ولكن دون تجاوب أيضاً من الإدارة، وتم مخاطبة محافظة العيدابي؛ كون مركز هروب تابعاً لها في السابق، وعقدت اجتماعات عدة لمناقشة هذا التهديد لقرية الخليلة، والرفع بذلك للإمارة.
وأضاف: نحيطكم علماً بأن الشركة تتوجه الآن إلى قمة جبل نعمة، الذي هو من أفضل القمم السياحية في منطقة جازان؛ لوجود التنوع النباتي والأودية المحيطة، والجميع متخوف من هذه الشركة عدوة البيئة.
وبالرغم من الاتفاق معهم لنقل الدمار ومخلفات المشروع إلى الجهة الأخرى بوادي قصي؛ لوجود مساحة شاسعة، ولا يوجد حوله منازل ومزارع، إلا أن الشركة أيضاً لم تتجاوب، وذلك أرغمنا على توجيه معدة (بلدوزر) نهاية كل يوم لتنظيف الطرق من الصخور لمدة ست ساعات، تبدأ من السادسة مساءً بمساعدة المواطنين، ولكن المشكلة تتفاقم كل يوم بشكل أكبر، والجميع لا يستطيع حل هذه المشكلة؛ بسبب عدم تجاوب إدارة الطرق بالمنطقة.