يعاني أهالي جوّة شهدان التابعة لمحافظة هروب من انعدام شبه كامل لوجود الخدمات الصحية، والتعليمية، والجسور، والطرق في قريتهم والقرى المجاورة لها. ودفع سوء الحال في "القرية"، وانقطاعها عن العالم عند جريان السيل، أحد المواطنين لبناء جسرٍ حديدي على حسابه الخاص يكفي جزءاً من القرية شر الانقطاعات.
مطالبات "الأهالي" بمستوصف تجاوزت العشر سنوات، وعند جريان السيل ينتظرون حتى يتوقف جريانه لينقلوا مرضاهم لمستشفى صبيا الذي يبعد عنهم حوالي 80 كلم.
ويعاني "الأهالي" من مشقّة الوصول لمستوصف محافظة هروب بسبب وعورة الطرقات وبعد المسافة، كذلك الحال أيضاً بالنسبة لمستشفى صبيا العام، حيث لا يوجد مستشفى عام لخدمة محافظة هروب.
"سبق" ذهبت في جولة ميدانية ل"القرية"، وشاهدت معاناة الأهالي في التنقل داخلها، وللقرى المجاورة بسبب شدة وعورة طرقهم، وانقطاعاتها المستمرة جراء السيول وعدم سفلتتها.
ولا توجد في "القرية" والقرى المجاورة لها إلا مدرسة ابتدائية مشتركة (بنين وبنات)، ومتوسطة بنات فقط، وشبابها عجزوا عن الدراسة المتوسطة والثانوية بسبب بعدها عنهم، وأقرب مدرسة لهم تبعد حوالي 20 كلم وفي طريقٍ جبليٍ وعر، وتحتضنها الجبال.
"سبق" التقت مع عدد من أهالي "القرية"، الذين أبدوا استياءهم من نقص الخدمات، وسوء الطرق، وعدم إنشاء مستوصفٍ حكومي يخدمهم، وسوء شبكة الجوال لجميع الشركات المشغلة. ولاحظت "سبق" أن الطريق الزراعي الموصل لجميع القرى ضيق، ويفتقد اللوحات الإرشادية، وتكثر به الحوادث المفجعة، على حد وصف الأهالي.
وقال يحيى قاسم الصهلولي، أحد أبناء "القرية"، في حديثه ل"سبق": إن "القرية في حاجة ماسة للجسور، وتقطعنا السيول لأيام ويتعطل الموظفون عن الذهاب لعملهم، ويمكث الأهالي في أجزاء من القرية محتجزون داخل منازلهم لا يستطيعون الخروج بسبب السيول والأمطار، وتعجز طالبات المتوسطة والابتدائية عن الوصول لمدارسهن حتى يتوقف السيل، إلا أن الطريق يصبح وعراً بعدها بسبب انجرافات السيل، حتى تبلغ إدارة المدرسة بلدية محافظة هروب وتقوم بمسح الطريق، وبرغم مسحه إلا أنه يظل وعراً".
وأشار "الصهلولي" إلى أن مواطناً قام بإنشاء جسرٍ حديدي كلّفه حوالي 100 ألف ريال، وتعبره السيارات في جانب من جوانب القرية أثناء جريان الوادي.
وأضاف: "القرية والقرى المجاورة لها محط رحال السواح الذين يصلون إلينا بعد جهد ليستمتعوا بجمال أجوائنا، إلا أن نقص الخدمات يكون سبباً في فقدان قريتنا للسوّاح".
وأشار "الصهلولي" إلى أن كثرة العاطلين في قريتهم يعزى لعدم توفر المدارس المتوسطة والثانوية، ويحمل معظم العاطلين في "القرية" شهادة الصف السادس الابتدائي، وهي المدرسة المتوفرة في قريتهم والتي يدرس فيها 80 طالباً، ودائماً ما تتعرض للسرقات.
"سبق" أجرت اتصالاً هاتفياً بالناطق الإعلامي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي، لكنه طلب إرسال الاستفسار على البريد الإلكتروني، وأرسلت "سبق" الاستفسارات له على البريد الإلكتروني إلا أنه لم يرد حتى بعد مضي أربعة أيام، وأجرت "سبق" اتصالاً ثانياً وقال "الرفاعي" إنه سيرد، ولم يرد.
وحول المدارس، قال الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا محمد عطيفة أن العدد المشروط لافتتاح مدرسة بنين أو بنات هو من 150 طالباً فما فوق.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لصحة جازان محمد الصميلي أنه يتم إدراج المراكز الصحية في أولويات المنطقة لاستحداث مراكز جديدة بعد اعتمادها من المجلس المحلي للمحافظة، وموافقة مجلس المنطقة حسب معايير تحدد هذه الأولويات كالتعداد السكاني، وتوفر خدمات الكهرباء، والمياه، والهاتف.
وتابع "الصميلي" أنه في حالة توفر جميع المعايير، يتم إدراجها ضمن خطة المنطقة، وحسب الأولوية، وصحة جازان تحرص على تقديم جميع الخدمات الصحية للمواطن والمقيم.