يبحث وزراء الثقافة ورؤساء الوفود في المؤتمر الإسلامي الثامن، خلال جلسة عملهم الأولى بالمدينة المنورة يوم الأربعاء 21 ربيع الأول 1435ه، مشروع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بعنوان "المنجزات والآفاق المستقبلية". ووصفت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" المبادرة بالتركيز على عوامل ورهانات ومقتضيات التعايش السلمي والتعاون البناء، بدلاً من الوقوف عند العوامل العقائدية والقناعات المذهبية التي كثيراً ما أعاقت مبادرات الحوار الديني السابقة.
وتحاول المنظمة في الجزء الأول من مشروع خطة العمل، استلهام روح مبادرة خادم الحرمين في تقديم رؤية فكرية واستراتيجية للحوار المطروح من خلال أربعة محاور رئيسة.
ويركز المحور الأول على منزلة الدين في السياق الكوني الراهن، حيث تركز الخطة التنفيذية على إعداد الدراسات والبحوث وعقد الندوات والمنتديات المتعلقة بمكانة الدين في المجتمعات الإنسانية، ودوره في تعزيز السلم والأمن والاستقرار والتقارب بين الشعوب.
ويتناول المحور الثاني مشكلات الدين مع الدولة والتصورات السائدة، التي تعتبر أن الحوار بين الإسلام والغرب لا يمكن أن يسلك المسلك الديني؛ لأن المجتمعات الغربية تعتمد الطرق العلمانية في الحكم، في الوقت الذي لا يزال الدين هو مرجعية القيم والقضاء والتعليم في أغلب دول العالم الإسلامي.
وأشارت "الإيسيسكو" إلى أن المحور الثالث يتعلق بمسألة القيم، ويعتبر أن العلاقة بين الدين والقيم لاتحتاج إلى بيان، وأن الدراسات الفكرية والاجتماعية أثبتت العلاقة العضوية بين الأخلاق في جوانبها الفردية والجماعية بالدين الذي هو مصدر تصورات البشر العامة حول الخير والشر.
وينصب المحور الرابع على فكرة أن التعايش له جانبان يتعلق أحدهما بالتعايش بين الأديان، وثانيهما بتعايش الأديان مع المجموعات غير الدينية.
ويركز هذا المحور على حقيقة أن الحوار الديني الصريح والناجع يقتضي وضع أسس أخلاقية للنقاش تحكم وتسّير مختلف قضايا ورهانات التعايش بين المنتمين للديانات، خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الفكرية والبحثية التي لا بد فيها من مراعاة الإنصاف والتجرد والموضوعية.
وقالت "إيسيسكو": "من الضروري أن تتولى المراكز الثقافية الإسلامية في الغرب المسؤولية في ممارسة دور قيادي على صعيد ترسيخ التعايش، وذلك بعد دعم هذه المراكز وتمكينها وتوجيهها إلى الأولويات الاستراتيجية في المجتمعات التي توجد بها، وذلك في ضوء جهود المؤسسات العربية والإسلامية التي أرست قواعد متينة للتعاون مع هذه المراكز".