تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز اليوم في المنامة السيف الأجرب الذي يعود للدولة السعودية الثانية من يد ملك البحرين حمد بن عيسى كتذكار لزيارته "التاريخية" التي استهلها اليوم للبحرين في ظل حفاوة رسمية وشعبية كبيرة. وقال ملك البحرين في كلمة الترحيب بخادم الحرمين: "يسعدنا ويشرفنا باسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب (بالأجرب) سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود طيب الله ثراه والذي كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب المائة وأربعين عاماً منذ أن أرسله -وحفظ كأمانة - الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه صاحب العظمة الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمهما الله". وأضاف ملك البحرين قوله: وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين أياديكم الكريمة تذكاراً لما بناه الأولون وأمانة خالصة للإخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني . وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في هذا القصر العامر حين قال لأخيه الجد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمهما الله " إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين" . كما قدم ملك البحرين لخادم الحرمين وسام الشيخ عيسى بن سلمان من الدرجة الممتازة ، وقال: "يسعدني أن أقلدكم وسام والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله تقديراً وعرفاناً لما قدمتموه وتقدمونه لنا وللأمتين العربية والإسلامية من إسهامات جليلة . وكم نحن جميعاً سعداء بهذه الزيارة الكريمة". وهذه أول زيارة لخادم الحرمين إلى مملكة البحرين منذ تنصيبه في العام 2005. واعتبر خادم الحرمين أن هذه الزيارة التي تدوم يومين تأتي "لا لتضيف جديدا ، بل لتقول للآخر إننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء". وقال: "إن سيف الأمام تركي - مؤسس الدولة السعودية الثانية - والذي تقدمونه اليوم لاخيكم بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة لنا ولكم، تعبر عنه مكارم الأخلاق والقيم، التي حفظته، وصانته، وأكرمته، عندما حل في وطنه الآخر البحرين". وإثر ذلك قلد خادم الحرمين الشريفين جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لأصحاب الجلالة والفخامة قادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة تكريماً لجلالته. كما وجه خادم الحرمين الشريفين ببناء مدينة طبية في البحرين تتبع لجامعة الخليج العربي وتبلغ تكلفتها مليار ريال سعودي. وتتناول مباحثات خادم الحرمين وشقيقه ملك البحرين تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا العربية والإقليمية. وتأتي الزيارة في غمرة أجندة دولية محمومة. فهي تأتي بعد ختام مؤتمر القمة النووي في واشنطن، الأسبوع الماضي، وبدء مؤتمر طهران النووي اليوم. وفي ظل المخططات والأطماع الإقليمية التي تستهدف مملكة البحرين منذ استقلالها تكتسب العلاقات السعودية- البحرينية خصوصية مميزة. وتعود هذه العلاقات إلى عهد الدولة السعودية في عام 1818م. وكان الملك المؤسس عبدالعزيز، اختار البحرين في أول زيارة له إلى خارج المملكة، كما زار ولي عهده الأمير سعود البحرين في عام 1939م. واعتبر رئيس وزراء البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن زيارة خادم الحرمين "سترسم معنى صلباً وجديداً في علاقات البلدين الشقيقين". ووصفها بأنها "وهج خالد توارثناه كابراً عن كابر" مؤكداً على أنها الزيارة التي تبعث في النفس أمجاد المحبة التي لم تخبُ يوماً بين البلدين".