يجتمع اليوم الثلاثاء 50 مختصاً في البحوث العلمية المتعلقة بالتقنيات العلمية الجديدة من مختلف الجامعات السعودية في رحاب جامعة نجران، ضمن فعاليات "الملتقى الثاني لمراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة في الجامعات السعودية"، الذي ينظِّمه المركز الواعد للمجسات الإلكترونية بجامعة نجران بأحد مدرجات المدينة الجامعية. ويفتتح مدير جامعة نجران الدكتور محمد الحسن الملتقى في العاشرة صباح اليوم، بحضور وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي وأمين مراكز التميز البحثي بالوزارة الدكتور سامي العبدالوهاب ومديري مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة بالجامعات السعودية.
وقال "الحسن": إن الجامعة منذ بدأ تأسيسها العديد من الكفاءات الأكاديمية المتميزة التي أسست لبيئة تعليمية متينة ركَّزت على إنشاء وتطوير منظومة بحثية تتفق مع أهداف الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي اعتمدها مقام خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف أن الخطوة الأولى تمثَّلت في تأسيس مختبر مركزي للجامعة يخدم تحضير وتطبيقات المواد المتقدمة وأبحاث تقنية النانو، ودعمت هذا المختبر المركزي ببنية تحتية وأجهزة بحثية متقدمة قلما توجد تحت سقف مختبر واحد بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال سعودي، واستقطبت لذلك عدداً من الباحثين المميزين، ثم توّجت جهودها بتدريب كوادر سعودية من أعضاء هيئة تدريس وباحثين وفنيين سعوديين للمشاركة الفاعلة في تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم في مجال البحث العلمي التطبيقي.
وأكد أنه كان لمبادرة وزارة التعليم العالي الطموحة، المتمثلة في إنشاء منظومة مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة بالجامعات السعودية، دورٌ كبيرٌ في توجيه البحث العلمي نحو دعم الاقتصاد المبني على المعرفة، وتحويل أبحاث هذه المراكز البحثية إلى منتجات صناعية قائمة على العلم والمعرفة تخدم اقتصاد المملكة على المدى الطويل.
ومن جهته، أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة نجران رئيس مجلس إدارة "المركز الواعد للمجسات الإلكترونية" بالجامعة الدكتور محمد سلطان العسيري، أن عقد هذا الملتقى لمراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة يأتي في إطار تعزيز القدرات والبرامج البحثية وتجويدها والرقي بها لخدمة الوطن بقطاعَيْه العام والخاص.
وأضاف أنه وفي هذا السياق وبالتشاور مع أمانة مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة بوزارة التعليم العالي ومع مديري المراكز، فقد خصص هذا اللقاء ليدور حول محاور أربعة هي إستراتيجية تحول مراكز التميز والمراكز الواعدة إلى مراكز منتجة واستثمار هذه المنتجات، والاستثمار في الكوادر الوطنية والاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، واستثمار البنى التحتية المتوفرة في مراكز التميز والمراكز الواعدة لخدمة منظومة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية، ودور القطاع الخاص في الاستثمار المبني على المعرفة عن طريق الشراكة مع مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة.
وقال وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي: إن هذا الملتقى يأتي ضمن جهود وزارة التعليم العالي والجامعات لتحقيق الأهداف المرسومة لمبادرات الجودة في التعليم العالي والخاصة بمراكز التميز البحثي ومراكز الأبحاث الواعدة من أهمها المساهمة في تنوع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة في مناطق المملكة المختلفة، والمنافسة في الاقتصاد المعرفي العالي.
وأضاف أنه لأهمية هذه المراكز فقد أولتها وزارة التعليم العالي اهتماماً ومتابعة خاصة لضمان تحقيق الأهداف المحددة لها، حيث أكملت بنيتها التحتية والتنظيمية والمعملية، وتمكنت خلال الخمس سنوات الماضية من نشر أكثر من 900 بحث وحصلت على 51 براءة اختراع بين مسجل وتحت التسجيل واستقطبت 284 باحثاً وقدَّمت 488 برنامجاً علمياً، كما أسهمت في تعزيز مستويات الجودة والبحث العلمي بالجامعات والمراكز التدريبية البحثية في المملكة.
وذكر أمين مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة الدكتور سامي العبدالوهاب أن مبادرة مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة تعتبر مبادرة نوعية أطلقتها وزارة التعليم العالي، ورصدت لها الميزانيات المناسبة للتركيز على أهم أولويات البحث العلمي التطبيقي التي تحتاجها المملكة والبدء بها في الجامعات السعودية، مؤكداً أن هذا الملتقى يأتي ضمن جهود وزارة التعليم العالي في الحرص على متابعة أداء مراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة وتحديد سبل تطويرها لتكون مراكز منتجة تخدم التنمية المستدامة والاقتصاد الوطني المبني على المعرفة.
وأشاد مدير المركز الواعد بجامعة نجران الدكتور صالح الصعيري بالدعم الكبير الذي يلقاه المركز من وزارة التعليم العالي، مؤكداً أن المركز حقق إنجازات مهمة على الرغم من عمره الزمني القصير، فقد حقَّق المركز سجلاً حافلاً بالإنجازات العلمية المميزة منها أنه تم نشر حوالي 100 بحثٍ علمي في مجلات علمية دولية ذات سمعة معتبرة ولها تأثير عالٍ مثل (Impact factor)، وتم اعتماد دعم 18 مشروعاً بحثياً لباحثين من داخل وخارج المركز، وكانت مشاركة الباحثين من داخل المركز في هذه المشاريع لا يقل عن 70%.
وأضاف أنه تم حتى الآن ابتعاث ثلاثة من المعيدين في الأقسام الأكاديمية ذات العلاقة لإكمال دراستهم في مجالات المراكز البحثية في كليات الهندسة والعلوم بالجامعة، كذلك تم اعتماد أتمتة المشاريع البحثية المقدمة للدعم من قبل المركز عن طريق إنشاء نظام إدارة المشاريع الإلكتروني، وقد نفذ المركز ورشة دولية تحت عنوان "المواد المتقدمة لأجهزة الاستشعار والأجهزة الإلكترونية والطاقة المتجددة"، ودعا العديد من العلماء البارزين عالمياً لهذه الورشة وكانت نقطة انطلاق مهمة في مسيرة المركز.