كشف مواطن من سكان ينبع عن تفاصيل معاناة شقيقه مع مستشفى ينبع العام، واتهم "صحة ينبع" بالإهمال، وعدم المبالاة بحالة شقيقه الصحية. وقال المواطن فيصل حسين الرفاعي ل"سبق": "تعرض شقيقي (39 عاماً) لحادث مروري في منتصف ذي القعدة الماضي، ونُقل عن طريق الهلال الأحمر إلى مستشفى ينبع العام، وكان يعاني كدمات شديدة في المخ وضعفاً شديداً في التنفس".
وأضاف: "مستشفى ينبع العام لم يعامل شقيقي وفق ما تستدعيه حالته، فرغم أن شقيقي يعاني ضعفاً شديداً في التنفس فقد تعرضت زجاجة الأكسجين الخاصة به للكسر ثلاث مرات خلال نقله لإجراء الأشعة المقطعية".
وأردف: "تم تحويل شقيقي إلى قسم العناية المركزة، وأخبرني الطبيب بأن حالة شقيقي صعبة جداً، وأنه ربما لا يبقى لليوم التالي، ومن ثمّ فقد استمر في العناية المركزة حتى تاريخ 27/ 12/ 1434ه، وكنت في كل يوم أسأل الطبيب عن تطور حالته، ويخبرني بأن الحالة لن تتحسن، وأنه لا بد أن يبقى في هذه الحالة فترة طويلة".
وتابع: "استمر شقيقي يعاني الإهمال في العناية المركزة؛ إذ ظهر جرح في قدمه، وتركوه من دون تعقيم؛ ما دفعني إلى أن أقوم بتعقيمه بنفسي في أوقات الزيارة".
وقال "فيصل": "بعد ذلك أُصيب شقيقي بجرح في الرأس بسبب تركه على وضع واحد وعدم تحريكه، فضلاً عن دخول عامل النظافة عليه بفضلات طبية لمرضى آخرين، وكان هذا العامل يترك سلة الفضلات الطبية أمامه".
وأضاف: "كنت أضطر لإحضار العلاج لشقيقي من خارج المستشفى بسبب عدم توافره، وهو عبارة عن إبر تمنع تقرح المعدة، والوصفة الطبية تثبت صحة ما أقوله".
وأردف: "ثم في تاريخ 26/ 12/ 1434ه كنت عند شقيقي في وقت الزيارة، ولم يخبرني أحد بأنه سينقل للتنويم، وفي فجر اليوم التالي فوجئت بنقله من العناية المركزة، رغم أنه كان لا يزال فاقداً الوعي، ويتنفس بالأكسجين الصناعي، وذلك من دون علمي، على الرغم من أن حالته تستدعي وجود مرافق معه، ولم يخبروني بنقله إلا في الساعة العاشرة صباحاً". وتابع: "تركوا شقيقي في غرفة التنويم المليئة بالبعوض والصراصير، فضلاً عن أن نافذتها مكسورة، ولا تدخلها الشمس، من دون مراعاة حالته الصحية".
وقال "فيصل": "في قسم التنويم بدأت معاناة جديدة لشقيقي؛ إذ كان المطلوب إيجاد مرتبة هوائية طبية له، فتم تأمين مرتبة له، لكنها كانت تالفة؛ ما دفعني إلى شراء أخرى على حسابي الخاص. وقد تحدثت مع الطبيب، وأكدتُّ ضرورة نقل شقيقي إلى مركز طبي متقدم؛ ليحصل على التأهيل الصحي؛ وذلك بسبب تعذر علاجه في المستشفى، وطلبت منه تقريراً يشرح الحالة، وبالفعل حصلت على تقرير، لكنه كان تقريراً غير صادق؛ لأنه لم يشر إلى حاجة شقيقي لنقله إلى مركز متقدم لتعذر علاجه في مستشفى ينبع العام".
وأضاف: "علمت بحقيقة هذا التقرير حين ذهبت إلى أحد مراكز التأهيل، وشرحت حالة شقيقي؛ إذ أخبروني هناك بأن شقيقي يحتاج إلى التمريض وليس التأهيل".
وأردف: "شقيقي منوم في مستشفى حكومي، وأنا أعلم مدى حرص حكومتنا الرشيدة على دعم وزارة الصحة، لكن مع الأسف جميع احتياجات شقيقي أتولى أنا توفيرها، سواء كانت مناديل أو أدوات نظافة؛ وذلك بسبب تعذر توفيرها بمعرفة المستشفى".
وتابع: "أجريت عملية لشقيقي بهدف تغذيته عبر أنبوب في المعدة، وللأسف لم توفر إدارة المستشفى هذا الأنبوب؛ فاضطررت لشرائه على حسابي الخاص من مدينه جدة، كما أن المستشفى لم يوفر الغذاء لشقيقي، وهو غذاء خاص، يعرف باسم "أنشور"، وهو يحتاج كل ثلاث ساعات إلى علبة منه، بحسب تعليمات الطبيب، وقد اضطررت إلى شرائها على حسابي".
وقال "فيصل": "إدارة المستشفى أخبرتني في النهاية بضرورة إخراجه من المستشفى وتحويله إلى الطب المنزلي، وللأسف رفض الطب المنزلي متابعة الحالة بسبب بُعد المسافة، رغم أن المدة لا تتجاوز 20 دقيقة من المستشفى".
وأضاف: "علمت أنهم يريدون التخلص من شقيقي بأي طريقة. والعجيب أن مستشفى ينبع العام خالف المعتاد في حالات نقل المرضى؛ إذ أخذ يخاطب مستشفى أقل منه في الإمكانيات، وهو مستشفى ينبع النخل؛ بهدف التخلص من شقيقي".
وطالب عبر "سبق" بنقل شقيقه إلى مركز متقدم، وتكوين لجنة لفتح تحقيق بشأن تعرض شقيقه للإهمال، مشيراً إلى أن شقيقه يرقد حالياً بمستشفى ينبع العام منذ أربعة أشهر.
وقال: "بحسب التقرير الطبي الصادر من مستشفى ينبع العام، فإن المريض البالغ من العمر (45 سنة) أُصيب في حادث مروري بإصابة حادة في الرأس؛ وجاء لمستشفى ينبع العام بحالة حرجة وغيبوبة، وأن درجة الوعي 3/ 15 خمول المقلتين واستجابة ضعيفة، وهناك بطء في القلب، إلا أنه حيوي مستقر".
وجاء في التقرير أن الأشعة المقطعية أظهرت أن هناك احتباساً بين الدماغ والأنسجة الرقيقة، وكدمات في مقدمة الرأس وأخرى عمقية في الصدغ الأيسر، ونزيفاً في الأنسجة الرقيقة. وأشار التقرير إلى أن المريض وُضع على جهاز تنفس صناعي في قسم العناية المركزة، وتم فتح القصبة الهوائية بتاريخ 5121434ه، وقام بفتح عينيه بصورة تلقائية.
وأضاف التقرير بأن صورة الأشعة المقطعية للرأس أظهرت أن الاحتباس في الدماغ قلَّ، وهناك امتصاص للنزيف وكذلك الكدمات.
وقال التقرير إن المرض يتحسن بصورة تلقائية بدون جهاز التنفس الصناعي، وإن الدورة الدموية في وضع مستقر 100 %، وإن المريض يحتاج إلى محافظة ورعاية طبية ومساندة وإعادة تأهيل.