وقعت أحزاب يمنية وثيقة سيتم بموجبها إنشاء دولة اتحادية جديدة كمخرج من أزمات سياسية تعصف بالبلاد أهمهما مطالب الجنوبيين بالانفصال، كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" اليوم. وقالت الوكالة إن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مساء أمس بحضور الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر هو إحدى ثمار مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ أعماله في مارس الماضي برعاية الأممالمتحدة.
وأضافت أن الأطراف الموقعة على الاتفاق فوضت الرئيس عبد ربه منصور هادي تشكيل لجنة يرأسها هو لتحديد عدد أقاليم الدولة الجديدة، وهي نقطة الخلاف الرئيسية بين الشماليين والجنوبيين.
ويصر ممثلو الجنوب في مؤتمر الحوار على أن تكون الدولة الاتحادية من إقليمين جنوبي وشمالي يقومان على حدود شطري اليمن الشمالي والجنوبي قبل توحيدهما في عام 1990، غير أن الشماليين يرون ضرورة تقسيم الدولة الجديدة إلى ستة أقاليم أربعة منها في الشمال واثنان في الجنوب.
ويرى الشماليون أن تقسيم الدولة إلى إقليمين شمالي وجنوبي هو تمهيد لانفصال الجنوب. ورفضت ثلاثة أحزاب مشاركة في الحوار التوقيع على الاتفاق وهي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري. وقال موفد الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الذي ساعد في صياغة الاتفاق إنه "تمهيد لتأسيس دولة موحدة على أساس اتحادي ديمقراطي جديد".
وأضاف في مؤتمر صحفي في صنعاء اليوم أن الدولة الاتحادية المزمع إقامتها "تشكل قطيعة كاملة مع تاريخ الصراعات والاضطهاد وإساءة استخدام السلطة والتحكم في الثروة".
ويتضمن الاتفاق تمثيل الجنوب في 50 بالمائة من سلطات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية والجيش والشرطة، وتمثيل الجنوب بنسبة 50 بالمائة في البرلمان.
والحوار هو إحدى مراحل انتقال السلطة بموجب اتفاق رعته دول الخليج العربي وأنهى حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في نوفمبر 2011.
ويهدف مؤتمر الحوار الوطني الذي من المتوقع انتهاء أعماله في يناير المقبل إلى إنهاء أزمات البلاد السياسية وأبرزها مطالب جماعات جنوبية بإعادة فصل الجنوب.
وكان اليمن قد توحد سلمياً في 22 مايو 1990 غير أن خلافات على تقاسم السلطة بين صالح ونائبه الجنوبي علي سالم البيض فجرت حرب بين القوات الجنوبية بقيادة البيض وقوات الحكومة المركزية بقيادة صالح في صيف عام 1994 بعد أن أعلن البيض انفصال الجنوب عن الدولة. وخسرت القوات الجنوبية الحرب أمام قوات صنعاء.
وتقول الجماعات الجنوبية الانفصالية إن الحكومة المركزية في صنعاء تمارس التمييز ضد مواطني الجنوب منذ انتصار قواتها في تلك الحرب.