كشف موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن الأزمة المالية التي يمر بها فريق الاتحاد، بطل دوري أبطال آسيا عامَي 2004 و2005، في الوقت الراهن سبَّبت رحيل أفضل لاعب وسط سعودي عن معقله؛ إذ بات قائده سعود كريري خارج أسوار النادي. وكتب الموقع على شبكة الإنترنت: "بعد 10 أعوام قضاها في صفوف الاتحاد منذ انتقاله إليه عام 2003 من القادسية، انتهت علاقة كريري بناديه وهو في الرابعة والثلاثين، وكان من المفترض أن ينهي عقده معه حتى نهاية الموسم الحالي، إلا أن اللاعب فضل شراء المدة المتبقية من عقده مقابل التنازل عن 7 ملايين ريال سعودي (نحو 1.9 مليون دولار)، وهي مستحقات متأخرة له؛ للحصول على المخالصة المالية؛ لكي يتمكن من الانتقال إلى فريق آخر في فترة الانتقالات الشتوية".
وحاولت إدارة الاتحاد توفير موارد مالية للتجديد لكريري والحيلولة دون انتقاله، لكن محاولاتها باءت بالفشل؛ وهو ما أجبر اللاعب على الإفصاح عن انتهاء علاقته بالنادي بشكل رسمي بحسب ما أكده وكيل أعماله القطري ناصر النعيمي في بيان صحفي.
وتناثرت أنباء كثيرة حول وجهة اللاعب الملقب ب"تيجانا العرب"؛ إذ تحدثت تقارير عن قرب انتقاله للهلال مقابل 18 مليون ريال (نحو 4.9 مليون دولار)، لكن دخول النصر على خط المفاوضات قد يؤخر معرفة المحطة المقبلة لقائد المنتخب السعودي، الذي تقلد شارة القيادة صيف العام 2010.
مصادر مقربة من اللاعب أكدت اقتراب انتقاله للهلال بعد الاتفاق على بنود العقد كافة، وذلك بتوصية من المدير الفني للفريق سامي الجابر، الذي أبدى رغبته في أكثر من مناسبة بضم كريري لفريقه.
من الجمباز إلى القدم: نشأ كريري، المولود في 8 يونيو/ حزيران 1980، وترعرع لاعب جمباز لمدة عامَين في نادي القادسية، قبل أن يتحول لفريق الناشئين، وبدأ مشواره مع الساحرة المستديرة مهاجماً في فريق الناشئين، ثم تحول إلى لاعب محور، ومن حينها وهو يلعب في هذا المركز.
ويمثل كريري نموذجاً للاعب المحترف؛ إذ عُرف بالانضباط الفني، وقد يبدو دوره غير جذاب؛ إذ إن مهمته المتمثلة بإيقاف الخصم وضعته في مأزق دوماً مع الحكام.
حافظ كريري على مكانته في تشكيلة المنتخب السعودي بشكل منتظم منذ عام 2003 حتى الآن؛ وذلك بفضل حضوره المميز في وسط الميدان، والتزامه بتعليمات المدربين طوال تلك الفترة؛ فهو لاعب تكتيكي من الطراز الأول، ومنذ ذلك الوقت لم يغب عن صفوف الأخضر سوى لفترات قصيرة بداعي الإصابة.
وتُعد المحطة الأهم في مسيرة سعود كريري مع عالم كرة القدم المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، إلى جانب مشاركته في مباريات التصفيات لكأس العالم عامي 2006 و2010، وتصفيات كأس آسيا 2004 و2007، إضافة إلى عدد كبير من اللقاءات الودية.
وشارك سعود كريري في نهائيات كأس آسيا التي أُقيمت بالصين 2004، وفي 2007 التي أُقيمت في أربع دول.
كما شارك في 5 دورات خليجية، بدءاً من "خليجي 16" بالكويت حتى "خليجي 19" في عمان، قبل أن يستبعده المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو في حينها من التشكيلة المختارة لخوض "خليجي 20" باليمن في اللحظات الأخيرة بحجة ضخ دماء جديدة، إلا أن المدرب الهولندي فرانك رايكارد لمس الدور المهم الذي يمارسه؛ فاستعان به لقيادة الأخضر في "خليجي 21" بالبحرين.