لم يكن أحد يتخيل أن تتسبب الأزمة المالية التي يمر بها نادي الاتحاد في الوقت الراهن في رحيل افضل لاعب وسط سعودي عن معقل النمور – لقب الاتحاد -، حيث بات سعود كريري، قائد العميد خارج اسوار النادي بنسبة 100 %، بعد 10 سنوات قضاها في صفوف الاتحاد منذ انتقاله العام 2003 في فترة الانتقالات الشتوية قادماً من القادسية القابع في دوري الدرجة الاولى برفقة زميله سعيد الودعاني الذي لم يتخل عن رفيق دربه ليخفت بريقه في الموسم الاول له في الاتحاد.. وكان من المفترض أن ينتهي عقد كريري مع الاتحاد بنهاية الموسم الحالي، إلا أن اللاعب فضل شراء المدة المتبقية من عقده مقابل التنازل عن 7 ملايين ريال مستحقات متأخرة له لدى النادي للحصول على المخالصة المالية، ليمكنه من الانتقال الى فريق آخر في فترة الانتقالات الشتوية. كريري لم يكن يتخيل نفسه ان تنتهي علاقته بناديه في سن 34 بعدما قدم إليه في عمر 24 ربيعاً، حيث لم يستطع اللاعب حبس دموعه التي غالبته فأجهش بالبكاء امام أعين الكاميرات، عقب تعادل فريقه مع الشباب في الجولة الرابعة عشرة لدوري جميل. محاولة فاشلة وحاولت إدارة الاتحاد توفير موارد مالية للتجديد لكريري والحيولة دون انتقاله، لكن محاولاتها باءت بالفشل، وهو ما أجبر اللاعب على الافصاح عن انتهاء علاقته بالنادي بشكل رسمي بحسب ما أكده وكيل اعماله القطري ناصر النعيمي في بيان صحفي. وتناثرت أنباء كثيرة حول وجهة اللاعب الملقب ب "تيجانا العرب" المقبلة، حيث ربطت تقارير بقرب انتقاله للهلال مقابل 18 مليون ريال، لكن دخول النصر على خط المفاوضات قد يؤخر معرفة المحطة المقبلة لقائد المنتخب السعودي، والذي تقلد شارة القيادة صيف العام 2010. التعاقد مع الهلال مصادر مقربة من اللاعب أكدت اقتراب انتقاله للهلال بعد الاتفاق على كافة بنود التعاقد، وذلك بتوصية من المدير الفني للهلال سامي الجابر، الذي ابدى رغبته في اكثر من مناسبة في جلب كريري لفريقه. نشأ كريري المولود في 8 يونيو 1980، وترعرع كلاعب جمباز لمدة عامين في نادي القادسية، قبل ان يتحول لفريق الناشئين حيث بدأ مشواره مع الساحرة المستديرة كمهاجم في فريق الناشئين قبل أن يتحول الى لاعب محور ومن حينها وهو يلعب في هذا المركز. ويمثل اللاعب سعود كريري نموذجاً للاعب المحترف حيث عرف بالانضباطية الفنية، وقد يبدو دوره غير جذاب حيث ان مهمته المتمثلة بإيقاف الخصم وضعته في مأزق دوما مع الحكام. وحافظ كريري على مكانته في تشكيلة المنتخب السعودي بشكل منتظم منذ عام 2003 وحتى الآن، عندما خاض اول مباراة دولية له في لقاء ودي أمام اليابان، وذلك بفضل حضوره المميز في وسط الميدان والتزامه بتعليمات المدربين طوال تلك الفترة فهو لاعب تكتيكي من الطراز الاول، ومنذ ذلك الوقت لم يغب عن صفوف الاخضر سوى لفترات قصيرة وبداعي الاصابة. المحطة الأهم وتعد المحطة الاهم في حياة سعود كريري مع عالم الساحرة المستديرة هي المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 في المانيا الى جانب مشاركته في مباريات التصفيات لمونديالي 2006 و2010 وتصفيات كأس آسيا 2004 و 2007 بالاضافة الى عدد كبير من اللقاءات الودية. وشارك سعود كريري في نهائيات كأس آسيا التي اقيمت بالصين 2004 وفي 2007التي اقيمت في اربع دول. رمانة الميزان وشارك كريري في 5 دورات خليج، بداية من خليجي 16 بالكويت وحتى خليجي 19 في عمان، قبل أن يستبعده المدرب البرتغالي جوزيه بسيرو مدرب المنتخب السعودي حينها من التشكيلة المختارة لخوض خليجي 20 باليمن في اللحظات الاخيرة بحجة ضخ دماء جديدة وقتها، إلا ان المدرب الهولندي رايكارد لمس الدور المهم الذي يمارسه كريري مع المنتخب فاستعان به لقيادة الاخضر في خليجي 21 بالبحرين. بداية كريري مع الاخضر السعودي كانت مع المدرب الهولندي فاندرليم من خلال بطولتي العرب وخليجي 16 بالكويت، ولعب مع الاخضر ما يقارب من 80 مباراة دولية وودية. ويمارس كريري دوره المعتاد في ضبط ايقاع خط وسط المنتخب السعودي الاول لكرة القدم، والضغط على الخصم وافتكاك الكرة في المباريات التي خاضها مع الاخضر، فما وصل إليه سعود كريري من نجومية لم يكن نتاج يوم وليلة بل كان نتيجة جهد ومثابرة منذ الصغر إلى أن بات واحداً من أبرز النجوم ليس على المستوى المحلي بل الخليجي والعربي والقاري.