تزخر قرية "نضدن" الأثرية بأعلى جبل ثربان التابعة لمحافظة العرضيات، بعدد من المنازل الأثرية المبنية من الحجر والكهوف التي اتخذ منها قاطنوها مسكناً قبل مئات السنين، ويدلل على ذلك وجود رسوم ونقوش أثرية ما زالت شاهداً على تلك الحقبة الماضية. وتتميز القرية بالحدائق الطبيعية وأنواع النباتات والأشجار المعمرة التي يتجاوز عمرها 150 عاماً وبها عدد من النباتات المطرية والعطرية والبرك المائية التي تحتفظ بمياه الأمطار لفترات طويلة ليستخدمها بعض سكان تلك القرية الذين يفضلون قضاء أغلب أوقاتهم هناك للتنزه، ومنهم من لديه مواشٍ تعيش على المراعي الطبيعية بتلك القرية، تغنيها عن الشعير وجميع الأعلاف الأخرى، وبها بعض المدرجات الزراعية التي كان القدماء يعيشون على إنتاجها من القمح.
ويوجد بالقرية مسن معمر (110 أعوام) يعيش مع ابنته الستينية منذ نعومة أظفاره، رافضاً مغادرتها رغم عدم توفر جميع متطلبات الحياة سوى المياه، ما اضطر أبناءه لتلبية رغبته وتوفير متطلباته اليومية وزيارته بشكل أسبوعي، فقد عشق تلك المنطقة التي غابت عنها الجهات المعنية ومن أهمها هيئة الآثار والسياحة، واضطر الأهالي من قبائل عمارة بلقرن التي سكن أجدادهم قرية نضدن لاستئجار معدات ثقيلة وفتح طريق للقرية على حسابهم الخاص كلفهم مليون ريال حسب قولهم؛ لأن السيارات لم تتمكن من الوصول لذلك الموقع، إلا قبل ثمان سنوات بعدما قام المواطنون بفتح الطريق الذي سرعان ما يندثر عند هطول الأمطار التي تشهدها المنطقة بكثرة.
وطالب أهالي القرية الجهات المعنية بالاهتمام بذلك الموقع لما به من كنز سياحي وآثار قديمة لم يتم اكتشافها أو الاهتمام بها حتى وقتنا الحاضر، كما طالبوا بلدية محافظة العرضيات بسفلتة الطريق الذي لا يتجاوز طوله ثمانية كيلومترات.