ناشد شاب مصري قطع بنفسه يديه الاثنتين تطبيقاً لحد السرقة- في سابقة هي الأولى من نوعها- خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يستضيفه باعتباره أول لص في العالم يطبق على نفسه الحد الذي نصت عليه الشريعة الإسلامية. ونقلت "بوابة الأهرام" عن مجلة "فرانت بيج" الأمريكية أن الشاب علي عفيفي (28 عاماً) يلقب نفسه بالتائب إلى الله. وأوضح "عفيفي" أنه قبل أربعة أعوام قطع يده اليسرى بأن وضعها على قضيب سكة حديدية لتمر فوقها عجلات القطار دونما استخدام مخدر، معلناً أمام الناس الذين تجمهروا حوله مذعورين أنه كان سارقاً وأراد بذلك التوبة إلى الله.
وبالطريقة نفسها التي قطع بها يده اليسرى قطع اليمنى بعد أن رأى أنه لا يستحق رحمة الله إذ عجز عن مقاومة إغواء الشيطان، بحسب تعبيره، فظل يسرق بيده اليمنى التي قطعها قبل ثورة 25 يناير 2011 بفترة وجيزة ليطمئن بذلك أنه لن يستطيع السرقة مرة أخرى، ليصبح القاضي والجلاد. ويشكو "عفيفي"، الذي يعيش في أسرة متواضعة الحال قوامها أبوه وأمه وأربعة إخوة بمحافظة الغربية في دلتا النيل، من شظف العيش قائلاً بأسى إنه لا يتقاضى من الشؤون الاجتماعية غير 215 جنيهاً مصرياً ويسأل الحكومة أن توفر له عملاً كريماً أو راتباً خاصاً وشقة ليبدأ حياة جديدة ويتزوج. كما يدعو السلطات المصرية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية اقتداء به، مضيفاً بإحباط "لقد أقمت على نفسي الحد وقطعت يداي، أما جماعة "الإخوان المسلمين" فلم تطبق الشريعة عندما تولت الحكم". وكان والد علي الذي يعمل مؤذناً في أحد المساجد قد حاول مراراً وتكراراً إثناء ابنه عن السرقة، ولما باءت محاولات الأب بالفشل توجه بابنه قاصداً العديد من شيوخ وعلماء المسلمين وهناك سألهم الابن أن يقطعوا يده تطبيقاً للحد بحسب ما تنص الشريعة الإسلامية إلا أن هؤلاء رفضوا قائلين إن الحاكم وحده المنوط بإقامة مثل هذه الأحكام وأن ثمة سلطات تتولى مسؤولية التعامل مع مثل تلك القضايا.