أطلق الشيخ سلمان العودة، الحلقة السابعة من برنامجه "وسم"، الذي يقدمه على "اليوتيوب"، وتنتجه شركة "يوتيرن" السعودية، وهي الحلقة التي انتقد فيها "العنصرية". وقال في مقدمة "الحلقة" التي حملت عنوان "مثلك أنا": "مرة في الحرم سلمت على مجموعة سلاماً سريعاً، وبعد التعريف تبيّن أن هذا أمير، وهذا وزير، وهذا كبير، فرجعت إليهم أقول: الذي لا يعرفك يجهلك، تبيّن لي هنا كم أن "العنصرية" عميقة في نفسي، وكم أن بعض الاعتذارات هي عنصرية أيضاً".
وأضاف: "كلكم من آدم، وآدم من تراب، من تراب، من تراب، هذا قانون البداية أما النهاية: "وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً"، وبينهما يمكنك أن تطالع صورتك".
وعرض فيديو الحلقة، ومشاهد تبيّن تعالي من قام بدور البطولة على خادمته، وبعض العمال في الطريق.
يقول الشيخ "العودة" في حديثه المتزامن مع مشاهد الفيديو: "هذا المرء الذي أمامك هندي، والآخر باكستاني، بنقالي، فلبيني، وقائمة طويلة تعبر من هذا الطريق، ربما يتفوقون عليك في إنسانيتك، وذكائك، وفي تقواك، لكنه القدر، الذي جاء بهم إليك؛ بحثاً عن لقمة العيش".
وأكمل: "ترمي بنظرة ازدراء على الإنسان البسيط الذي لم يلمع حذاءك بشكل لائق، تخرج للشارع تلقي التحية على الرجل الذي يشبهك وطناً، ولقباً، يبادلك التحية، تجتاز شارعين، وفي الثالث ليس لك أحقية المرور، ولكنك تعبر؛ لأن الطرف الآخر لا يشبهك لوناً".
وفي أحد المشاهد قال "العودة": "تصل مكتبك تهمس في أذن ابن قبيلتك، وبلدتك، هاه وش عندهم الجيازنة، الحجز، القصمان، صفر سبعة، البدو، وكل يغني على ليلاه، وليلاك شجرة عائلية تتصدر مجلسك زاماً بها شفتيك، كلما أحرقك تفوق أحدهم استظللت بظلها".
وزاد: "وأنت العائد إلى بيتك منهكاً جرب أن تخلع حذاءك، وتطأ هذا التراب، جرب أن تدوس بعضك، أن تدوس أصل هذه الهامة المتغطرسة والأنف المرفوع، جرب أن تبحث عن مكان آخر غير التراب؛ لكي لا تلقي بنفاياتك عليك، جرب أن تشم هذا التراب، لربما تأففت من بعضك، وأصلك الذي لم يخلق، جرب لربما دست قبيلة من الرمل تسمى قبيلتك، جرب لربما سحقت بقدمك تربة أصلها رأس سيدك، جرب أن تمشي حافياً، وإذا تعثرت قدمك بأصلك، فتذكر أولئك الذين ازدريتهم لعاهة المشية، والشكل، جرب أن تطأ بشدة على الطين، وإذا سمعت صوتاً ما فترفق، قد تكون وطئت بقية لسانك الهاجي لغيرك، وإذا ما أتعبك المشي، جرب أن تسجد لله، وما علق بجبينك من بقايا تراب، هو أصل هذا الإنسان الذي ازدريته".
وتحدث "العودة" في الفيديو قائلاً: " كان لدى "غاندي" حلم بأن تشبع البطون السمراء الجائعة، بدلاً من هذا المستعمر العنصري، كان لدى "مانديلا" حلم بأن تصدح الحناجر السمراء بالنشيد الوطني لأرضهم، كان لدى "مارتن لوثر" حلم طويل في خطبته لدي حلم، بألا يُعامل أبناؤه الأربعة على أساس لونهم".
وقال "العودة": "ليكن لدينا حلم أن ينبع نور الإنسان من الداخل، وليس من الخارج، وأن تشكل الألوان المتعددة لوحة مكتملة جميلة".
وفي الجزء الأخير من "الحلقة"، ترجم الشيخ "العودة" عنوان الحلقة في عدة جمل قال فيها: "مثلك أنا، أحن للتربة ذاتها التي ركضت عليها طفلاً، ولثمتها شاباً، مثلك أنا، مليء بالطموح، والتطلعات، وأحمل هم الخلود بعد موتي، مثلك أنا، تجرحني الكلمات التي تحاكمني على وطن لا أعرفه، ومكان لا أنتمي إليه، تحرمني من مسقط رأسي، وحيي، ولهجتك المحلية التي لا أعرف سواها، مثلك أنا، أحمل هم صغار تركتهم؛ من أجل لقمة عيش، مثلك أنا، أعود للبيت وأكون الرجل الأول، يوم أن كنت عندك الرجل الأخير، مثلك أنا حتى وإن كانت شجرتي في الأطراف، إلا أن ظلي ممتد لكل الوطن، مثلك أنا، وإن نقص مالي، واندثر جاهي، مثلك أنا، تؤذيني نظرة دونية، وعطف مبتذل، وسلام بنصف يد، مثلك أنا، أبحث عن الود، لكن من السماء".
واختتم "العودة" الحلقة بالبيت الشعري الشهير لأبي فراس الحمداني، قائلاً: "يا رب إذا صح منك الود فالكل هين.. وكل الذي فوق التراب تراب".
يُشار إلى أن "البرنامج" انطلقت أولى حلقاته في العام قبل الماضي، ولاقى إعجاباً، وثناءً كبيراً من متابعيه.