شهدت محاضرة عضو مجلس الشورى عبدالله بن محمد الناصر التي جاءت بعنوان (ملامح من الشعر القديم)، التي أقامها في معرض فيينا، والذي تختتم فعالياته، مساء اليوم الأحد، حضوراً كبيراً ومناقشات أثرت الحوار. وأثار مستشرقون نمساويون قضية المرأة العربية، وقالوا إن المرأة ليس لها حضور في تاريخ وحضارة الأمم العربية، الحاضرة والماضية، ما دفع الأستاذ عبدالله الناصر إلى تفنيد رأيهم هذا، وقال إن الأدب العربي خير شاهد على دور المرأة ومكانتها عند الإنسان العربي، وإن المرأة هي هوية بارزة في عناصر الشعر العربي منذ العصر الجاهلي.
وأكد الناصر أن الصورة غير واضحة لدى الغرب عن التاريخ العربي وحضارته، وأضاف أن الشعراء العرب تعمقوا في إبراز صورة المرأة في أدبهم، إلى وصف زيها ومحاسنها، كما جاء في البيت:
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير
وتساءل أكاديمي نمساوي عن الشاعر الشنفرى، وقصيدته "لامية العرب"، ففسر "الناصر" غياب المرأة عن شعر الشنفرى، بل اختلاف قصيدته عن سائر قصائد العصر الجاهلي، وقال إن الشاعر لم يركب مطيته، ولم يقف على الأطلال، فهذا يفضي إلى سبب منطقي، وهو أنه لا حبيبة له ولا معشوقة، لأنه غير مستقر، فهو يلوب في الصحارى والأودية طالباً الثأر، ممعناً في القتل، فهو غير مستقر، بل مطارد من قبل أعدائه الذين قتل منهم ما قتل.
واستطرد "الناصر" بأن هناك شيئاً من الظلم وقع على شعر الشنفرى، خصوصاً من النقاد العرب، ليس لأن القصيدة قوية السبك والإحساس بالبيئة والإنسان مع رقي متباذخ في اللغة فقط، ولكن لكونها تعكس صورة الإنسان العربي المتسامي النبيل، وقال: "فلسفته من الحياة والكون أو الرؤية الأخلاقية تقوم على ركائز في عوامل أربع: الكرامة، الصبر، الشجاعة، والنبل".