قال مدير عام التعليم بمكة المكرّمة سابقاً سليمان الزايدي، الذي عمل تحت إدارة وزير التربية والتعليم السابق، الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، الذي وافته المنية، أمس: "الرشيد" رحل جسداً، ولكن مازال معنا روحاً وذكرى طيبة في قلوب محبيه ومَن رافقوه وعملوا معه. وأضاف "الزايدي": "لقد فقدت بلادنا بوفاة أستاذنا الغالي علماً من أعلام التربية والتعليم؛ ورجل دولة من طرازٍ فريد، نذر حياته لخدمة العلم وطلابه، أخلص لبلاده وقيادته فكان أميناً، وفياً، باذلاً، مقداماً، كريماً، متواضعاً، مصلحة وحب الوطن تعلو عنده فوق كل المصالح، تترجم ذلك مبادراته وأعماله وتراثه الذي بقي لنا، تميز الفقيد في كل مواقع المسؤولية التي مرّ بها بدءاً من جامعة الملك سعود، مكتب التربية العربي، وزارة التربية، وعرف بتواضع العلماء، وتعامل الحكماء ونبل النبلاء".
وتابع "الزايدي": "اتسمت إدارته بالإدارة الإنسانية فتفرّد في قيادته بتشجيع وتحفيز العاملين والقرب منهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، ودعم مشاريعهم وأفكارهم العلمية، يقف مسانداً وداعماً للمبدعين، يأخذ بأيدي المتعثرين لا يحبط أحداً، لا ينتقص من مكانة إنسان، كان يؤمن بأن التربية والتعليم منطلق تقدم الأمم فلا حياة راقية متطورة للأمة بلا تربية عظيمة، فرفع من أول يوم تولى فيه مسؤولية وزارة التربية شعار "وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة"، فكان "الرشيد" يؤمن بالتجديد في برامج ومناهج وسياسات التربية والتعليم حتى تصبح قادرة على إحداث التغيير المنتظر في حياة المجتمع، وتكون التربية أهلاً لقيادة الأمة".
وبيّن مدير تعليم مكة السابق: "لقد شهدتُ بعض مَن اختلفوا معه في الرأي أثناء وجوده على رأس المسؤولية في وزارة التربية والتعليم، يطلبون منه الصفح والعفو والمسامحة بعد ترجله عن كرسي المسؤولية، حدث ذلك أمام عيني في شهر رمضان في الحرم المكي الشريف، الشهر الذي لم يتخلف عن قضاء بعضٍ من أيامه في مكة المكرّمة منذ عام 1416 حتى عامنا هذا".
واختتم "الزايدي" حديثه، قائلاً: "عملنا معه فأحببناه وأحبنا، وتعلمنا منه كيف يكون النجاح، وأن زمانية العطاء ومكانيته، لا تتوقفان عند حد، جزى الله الفقيد عنا خير ما يجازي به عباده المؤمنين، وعوّضنا فيه خير العوض، العزاء لأبنائه، وإخوانه وأخواته، ولأسرة الرشيد كافة، ولأسرة التربية والتعليم؛ لكل مَن أصيب فيه، سنبكيك أيها الرائد المغادر حياتنا جسماً الباقي معنا قيماً وذكرى. إنا لله وإنا اليه راجعون".