لا يزال المواطن صالح شعيل الزهراني يقبع خلف أسوار السجن منذ 16 عاماً، بعدما حُكم عليه بالقصاص إثر خلافه مع ابن عمته، الذي تهجم عليه وقتها، بسبب نزاع على قطعة أرض، حيث أطلق "الزهراني" النار على ابن عمته من بندقية كانت في حوزته، فأرداه قتيلاً. وقال أخو السجين، "محمد": "كلنا رجاء وأمل في أبناء عمتي، حيث إن أخي قابع في السجن منذ أكثر من 16 عاماً ويموت كل يوم بسبب حالة الهم والغم، ثم يحاول أن يعيش على الأمل، ويعلم يقيناً أن وفاة ابن عمتي أمر جلل لا يمكن أن يسامح نفسه عليه، لكنه يستبشر في أن يعفو أبناء المتوفى وذووه، ويقرروا عتق رقبته، حيث إن مكوثه خلف القضبان كل هذه المدة جعله يلقى جزاءه نظير ما أقدم عليه". وأضاف: "القصة بدأت في مطلع عام 1419ه، في محافظة الحجرة بتهامة زهران، وبالتحديد قرية نابر التي تتبع محافظة الباحة إدارياً، عندما نشب خلاف بين أخي وابن عمتي على قطعة أرض، ما أدى إلى اعتداء ابن عمتي على أخي بالضرب في أكثر من مناسبة". وأردف: "حاول أخي الابتعاد عنه في هذا اليوم الذي شهد وقوع الحادث، لكن ابن عمتي واصل السير باتجاهه، وهو يقسم له أن هذا اليوم هو آخر يوم في حياته، فاضطر أخي إلى أن يدافع عن نفسه وأطلق النار من بندقية كان يحملها ولم تكن في خزتنها إلا طلقة واحدة، وكانت المسافة قريبة، وكان ابن عمتنا يهدده بالقتل".
وتابع "محمد": "منذ وقوع هذا الحادث وحتى الآن، ونحن نحاول أن نقنع أبناء القتيل بكل الوسائل من أجل عتق رقبة أخي "صالح"، لكنهم يرفضون مجرد الحديث مع أي وسيط من أهل الخير في هذا الموضوع". وقال: "ما زلنا نأمل في أبناء عمتي حتى يقرروا العفو والصفح، ونرجو من الله تعالى ثم من أهل الخير والأمراء والتجار، وكل من يبحث عن عمل الخير أن يسعى معنا لعتق رقبة أخي، خاصة أن موعد تنفيذ الحكم قد اقترب". وأضاف: "أخي لديه من الأبناء والبنات ثمانية، كما أن والدتنا طاعنة في السن، ومنذ علمت بقرب تنفيذ القصاص ودموعها لا تتوقف".
وقال أخو القاتل، مساعد شعيل: إن أخاه لديه تقارير طبية توضح أنه كان يعاني من الاكتئاب وأنه ممنوع من حمل السلاح ومن قيادة السيارة وأنه تقاعد من السلك العسكري لهذا السبب.