طالب الإعلامي رياض الودعان بتوظيف العاطلين عن العمل في حماية الوطن، والتصدّي للمجهولين والمتسللين، كما طالب الشيخ الدكتور محمد النجيمي بإلغاء نظام الكفالة للعمالة، بعد أن فشل في تشغيل العمالة وتخبّطهم في مهن لا يُجيدونها حسب قوله، وحمّل "النجيمي" مسؤولية قلة التوظيف في القطاعات الأمنية لوزارة المالية، باعتبارها لا تدعم تلك القطاعات بأرقام عالية لطلبات التوظيف. وانتقد الدكتور سعود البريكان عدم تنظيم حملة التصحيح وتحديدها أولاً على جنس مُعيّن وفي قارة مُعينة؛ حتى لا تُحدث ضغطاً مثلما وقع، بينما لم يستبعد الكاتب الصحفي خالد الغنّامي أن يكون وراء أعداد المجهولين الكثيرة في المنطقة الجنوبية مؤامرات وبأهداف سياسية قد تُلحق أضراراً بالوطن.
جاء ذلك في برنامج "ديوانية الدانة" عندما سلّط الضوء على "أحداث منفوحة"، من خلال مُقدّمه الإعلامي رياض الودعان واستضافة كلٍّ من: الشيخ الدكتور محمد النجيمي، وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، الدكتور عثمان البريكان، والكاتب في جريدة "الشرق" خالد الغنامي.
وبدأت الحلقة بقول "البريكان": "ما حدث في منفوحة مؤشر وقد يتكرّر في مواقع أخرى، إذا تكرّرت نفس الأسباب التي أدت إلى ما حصل في منفوحة". وأضاف: "قبل الأزمة.. أتمنى أن أسأل من أتى بهؤلاء؟ ليس فقط الإثيوبيين، وإنما كل العمالة الأجنبية والتي تُعد بالملايين! هل من أتى بهم فوق القانون؟! لماذا لا يُشَّهر بهم؛ هم أساس الأزمة؟ لما لا يُقال بأن المؤسسة الفلانية أو الشخص الفلاني أحد أسباب هذه الأزمة؟!".
وشرح "الغنامي" مشكلة تنامي أعداد المجهولين والمخالفين من منظوره: "المشكلة حسب تصوّري، بدأت مُنذ خمس سنوات، عندما استشعر خلالها أهلنا في المنطقة الجنوبية عن انزعاجهم من تسريبات زائدة لم تكن معروفة!". وأضاف: لا أستبعد البُعد المُؤامراتي وراء هذا الموضوع من دول معادية لخلق البلبلة والعنف في البلد!!
بينما انتقد "النجيمي" وضع نظام الكفالة للعمالة وطالب بإلغائه قائلاً: "هؤلاء العمالة فقراء في بلدانهم.. ولا يعلمون ما يُكتب لهم في الفيزة من مهنة لا يُجيدونها، ويتفاجأون بذلك، مما يُجبرهم على النزول لسوق العمل لممارسة أي مهنة عمل، ونظام الكفالة لابد من القضاء عليه وإلغائه". وأردف قائلاً: "الجانب السياسي هناك دول تدفع بالذات بالعمالة الإثيوبية ويُستخدمون لأهداف سياسية".
وانتقد "النجيمي" مهمة التوظيف المُتخذة حالياً، وبالأخص فيما يتعلّق بوزارة المالية قائلاً: "أقولها بصراحة إن نظام وزارة المالية في تحديد الوظائف وإعطاء الأرقام للقطاعات الأمنية هو السبب في عدم استقطاب الأجهزة الأمنية للمزيد من الأفراد".
وانتقد أيضاً "البريكان" عملية تصحيح أوضاع العمالة مثلما يُعمل به حالياً، متسائلاً عن عدم تقسيم الوقت، بحيث أن يكون الشهران الأولان للنساء العاملات، ويليها العمالة الأسيوية؛ لضمان تنظيم العملية وقِلة الضغط الذي وقع حالياً.
وأكّد أيضاً بأن ما يحدث في حي منفوحة يُعد إهمالاً وقد يتكرّر في مناطق أخرى. وقال: "ما حدث في منفوحة مؤشر على عدم وجود تنسيق.. ألم نعرف أنهم بالآلاف؟! أين المباحث والاستخبارات هي التي تعرف المناطق ونوعية الجنسيات؟!".
بينما عاود "النجيمي" الحديث عن كُفلاء العمالة مُطالباً بمعاقبة من يقتطع منهم مبالغ كبيرة من العمالة مقابل نقلهم للكفالة، ومطالباً أيضاً بمعاقبة الشركات الكبرى التي تُتيح فرص العمل للمجهولين.
وشهدت الحلقة اتصالاً من أحد المواطنين، والذي استشهد خلالها بما نُشر عبر صحيفة "سبق"، من حوارٍ أُجري مع عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض فهيد السبيعي، وقوله أن عدد العمالة الإثيوبية المخالفة في حي منفوحة تجاوز 750 ألف نسمة. قائلاً: "هذا يُعتبر احتلال! فكيف الحال بالمنطقة الجنوبية؟"
وشهدت الحلقة أيضاً، اتصالاً من مُقيم مصري يُدعى "مصطفى" قال: "أنا هربت من كفيلي بعد خلافات معه، وأرغب في السفر لبلدي، ومُنذ شهر أنهيت البصمات وأتردد على قسم الترحيل وأتفاجأ بقولهم: "لا يشملك العفو"- يقصد بالترحيل- وأضاف: "لستُ وحدي بل قرابة 300 مصري مثلي"، قبل أن يُجهش بالبكاء ويتلعثم في الكلام ويقول: "ايش أسوي؟ ورب الكعبة ما لاقي شيء آكله عاوز أسافر"، وشكى معاناته مع السفارة المصرية التي يتردّد عليها والتي هي الأخرى اعتذرت عن خدمته أو مساعدته على السفر.
وعلّق "النجيمي" على اتصال "المصري" بقوله: "لا يشملك التصحيح هذا غير منطقي!" وأضاف: "فترة التصحيح يجب أن تشمل الكل". وقاطعه "الودعان" وقال: "يا دكتور، هل كل ما يُقال من المسؤولين من ناحية تصحيح أوضاع العمالة يُطبّق؟"
ورد الأخير بقوله: "التصحيح مُستمر والعقوبات فقط لمن لا يعمل مع كفيله"، وأتبع بقوله: "المشكلة أعتقد أنها من السفارات، لماذا تتهرّب وتقول ليس لي دخل؟" مُضيفاً: "أتمنى من أي شخص يريد المغادرة حتى بعد انتهاء المُهلة أن يُغادر".
وطالب "الغنامي" بزيادة رواتب أفراد حرس الحدود وزيادة أعدادهم، وكذلك بفرض العقوبات على المُتسترين، وكذلك على الشركات الكبرى.
وطرح "الودعان" سؤالاً خصّ فيه الدكتور "البريكان قال فيه: "أين دور المتحدّث الرسمي في الحديث اليوم الأول عن أحداث منفوحة، بعد أن ذهب الكثير من المواطنين من باب الفزعة وأصيب هناك؟!"
وعلّق الأخير بقوله: "التقصير موجود" واستطرد بتساؤله عن دور المواطن في الأزمة، وأضاف: "أشعر بألم مما سيترتب عليه التصحيح من ارتفاع الأسعار، وندرة الأيدي العاملة، لكن لابد أن نشعر بالألم ونُضحي حتى نعيش الاستقرار والأمن، ونحاول أن نعتمد على أنفسنا ونوظِّف البطالة".
وختم الضيوف الحلقة بتعبيرهم عن تفاؤلهم بأن مرحلة التصحيح ستكون خيراً للوطن، مُعبّرين عن انطباعاتهم من كون أبناء الوطن سيمارسون مِهناً شريفة، ويوقفون مليارات الريالات التي تُحوّل من قِبل العمالة الوافدة، والتي تُعد رزقاً وخيراً من الوطن للمواطن.
ويُبث برنامج "ديوانية الدانة" عبر قناة الدانة الفضائية، في تمام الساعة التاسعة ونصف من كل يوم ثلاثاء، من إعداد وتقديم الإعلامي رياض الودعان، ويشاركه في الإعداد الزميلان بدر المديهش، وجاسم الدرويش.