كشف برنامج "ديوانية الدانة" في أولى حلقاته بعد التوقف، بعض خفايا وأسرار السوق العقارية، أبرزها التلاعبات في السوق، والتشكيك في إحصائيات وزارة التخطيط. وجمعت الحلقة التي كانت بعنوان: "قرض وأرض" ويُقدّمها الإعلامي رياض الودعان، الاقتصادي المعروف عبدالحميد العمري، والخبير الاقتصادي الدكتور طارق كوشك، والخبير العقاري فهد بن سعيد، والعقاري راشد بن محمد آل شبر".
وشهدت بداية الحلقة، كشف الدكتور "كوشك" عن كون الاقتصادي المعرف عبدالحميد العمري، تعرّض للإيقاف والمنع من الظهور الإعلامي بقرار قال بأنه مزدوج، ربما شخصي وصَاحبَهُ إصابة الرجل بالإحباط، ولمّح "كوشك" إلى كون الإيقاف يعود لكون "العمري" لديه جرأة في كلامه، وبعد رؤيته أخطاء في مجال عمله، مُستنكراً عدم تكريمه بدلاً من أن يُكافأ بالعقاب.
وتحفّظ "العمري" على الإجابة بوضوح بقوله: "جزء من الذي حدث كان شخصياً وجزء منه لا أرى أنه من المناسب أن نتكلم فيه الآن".
ووجّه "الودعان" للدكتور "كوشك" تساؤلاً، هل التوقيت مناسب لشراء المواطنين البسطاء أراضي سكنية، قال: إن النصيحة ألا يشتروا في الوقت الحالي، لكون العقار متضخم، ووصف القروض البنكية بالمصيبة والمضحكة، وقال: "رغم كونه متضخماً فهو أيضاً متقلب".
وقال "ابن سعيد": إن أصحاب العقار شعروا بأزمة "قرض وأرض" وعملوا تكتلات بينهم، بحيث إنهم يتحدون على عمليات البيع في المخططات، مؤكداً كونها قد بدأت مُنذ عشرة أيام في مدينة الرياض وما جاورها، مُشيراً إلى كون القرار الإسكاني في صالح المواطن بعكس هوامير العقار.
وأضاف: "هناك تلاعبات في المزايدات"، مؤكداً أن 99% من الأراضي التي تباع مخططات وفيها خدمات تُحجز لأشخاص معينين وتُباع مرة أخرى بثلاثة أضعاف.
وأعرب "آل شبر" عن تحفّظه في عِدة تساؤلات وجّهها له "ابن سعيد" قال منها: "يوجد عندي مخطط مأخوذ مرفق تعليمي مهم في وسط الرياض، وتم بيعه لشخص ما بثمنٍ بخس".
فيما قال الأول: "أنا لا أعرف شيئاً" وأضاف: "في الحقيقة ليس هناك تحفّظ وأتكلم عن الواقع الذي أراه.. وما تكلّم عنه أبو فيصل لم أره في المزادات التي تخص الشركة التي أمثّلها وغيرها من المزادات لا أعلم".
وعاد "ابن سعيد" وقال: "هناك هوامير العقار لهم أشخاص معينون يدخلون في عملية الزيادة في السعر... يزيدون ولا يشترون، ويأتون ويأملون أن يرفع السعر".
ووافقه "آل شبر" صحة ذلك بقوله: "في أحد مزادات شركتنا حاول شاب مستثمر رفع يده للمزايدة ثم تراجع عن الشراء... وأقسم بالله العظيم أن اطلع منه بقرار صاحب المزاد".
وشهدت الحلقة اتصالاً من مسؤول بشركات عقارية كبرى، قال: إن ما يحدث في المزادات هو "نصبٌ واحتيال"، مُضيفاً: "هي عبارة عن "قروبات" تجتمع قبل المزاد، ومن ثم التخطيط لها، وإيهام الحاضرين في المزاد بكون المواقع تُعد الأجمل والأفضل".
وأكد انتشارها في منطقتي الرياض والشرقية"، وأتبع "بينما المواطن المغلوب على أمره يحضر ليحصل على أرض فيجد الأسعار الخيالية ويغادر بعد دقائق".
واستغرب كون مزادات شمال وشرق الرياض تُغلق بعد ربع ساعة من بدايتها، وعقب الاتصال دعا الاقتصادي "العمري" لمقاطعة المزادات.
وقال "ابن سعيد": إن "بعض عروض المزادات أصبحت تطلب منه دفع جزءاً من المال واستكماله المبلغ في وقتٍ لاحق، مُشيراً إلى أنها تُعد كنوع من التدليس والرشوة لأنها تُريد الاسم فقط".
وأتبع قائلاً: "عملت في اللجنة العقارية بالغرفة التجارية في الرياض وأقسم بالله 80% لا يفقهون في العقار".
ورد "العمري": "يفقهون في شيء واحد ولا أعمم في مصلحتهم تتحقق بأي شكل كان وبأي طريقة، ولو كان على حساب الوطن"، مؤكداً قوله: "يُوظفون كتاباً في الصحف ويوظفون صحفيين... بمعنى أن أرصدتهم وثرواتهم زادت بسبب انبطاحهم عند أقدام هؤلاء العقاريين وتلبية مطالبهم".
وأضاف "في اللقاء الأخير لمعالي وزير الإسكان أتمنى أن يتحقق، وأن يمده الله بيد العون، ويكفيه شر هؤلاء الذين لا يُرضيهم ما يقوم به".
وذكر "ابن سعيد" أن هناك تلاعباً في سوق العقار، ووجود تكتّلات ساهمت في الإضرار به على مدى 30 سنة، متوقعاً هبوطه خلال الأشهر القادمة.
وخالفه "آل شبر" الرأي حول عدم صحة أن العقار سيتأثر، وتوقع بقاءه على ما هو عليه في الوقت الراهن.
واتهم "العمري" وزارة التخطيط لكون خططها فاشلة مُشكّكاً فيما تقوم به من إحصائيات، وما يُبنى عليها من قرارات، موجهاً دعوة مفتوحة بعدم الشراء والاقتراض من البنوك.
وشهدت الحلقة اتصالات من مواطن سأل عن مدى كون قرض 500 ألف ريال لا زالت موجودة بعد القرار الجديد أم استبعدت؟ ردّ عليه "العمري" بكونها موجودة ومستمرة، مُشيراً إلى أن التغيير كان بزيادة أرض مع القرض المستمر.
وتوّقع "العمري" أن يُواجه العقار انهياراً سيُرضي الجميع، مُضيفاً أن "ما سيحبطنا كون أسعار العمالة ومواد البناء سترتفع، لكنها أهون من الارتفاع غير المبرّر في أسعار الأراضي".
كانت "سبق" انفردت قبل أسبوعين بنشر خبر، كشفت فيه عن وجود ترتيباتٍ أخيرة، لإعادة بث البرنامج المعروف "ديوانية الدانة"، على الرغم من استئناف قرار المنع والإيقاف الصادر من وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون، الدكتور سليمان العيدي، بحجة كون مقدّم البرنامج يجمع بين وظيفتين، وهذا "غير مسموح به"، وهو ما أكّده لاحقاً مُقدّمه "الودعان" في تصريحٍ خصّ به "سبق".
يُشار إلى أن برنامج "ديوانية الدانة" من إعداد وتقديم الإعلامي رياض الودعان، وبمشاركة الزميلين بدر المديهش، وجاسم الدرويش في الإعداد، ويُبث مباشر في تمام الساعة العاشرة مساءً، على "قناة الدانة الفضائية".