أكد الطبيب الاستشاري الذي تقرر تكليفه بمتابعة حالة الرضيع، الذي تعرض لخطأ طبي أسفر عن بتر جزء من رأس العضو التناسلي إبان تطهيره في أحد المراكز الخاصة والمعروفة بالطائف، أن الرضيع كان قد تعرض لثُقب في مجرى البول، مشيراً إلى إجراء عملية قسطرة عاجلة فيما سيظل منوماً لدى مستشفى الأطفال لمدة عشرة أيام. وأوضح الطبيب أن بعد هذه الفترة ستظهر النتائج النهائية والتأكد من وضع الطفل وسلامته في حالة التئام الجرح الذي تسبب فيه طبيب المركز، لافتاً إلى أنه إن لم يلتئم الجرح فسيتم إجراء عملية جراحية عاجلة لتلافي ذلك الخطأ.
وعلمت "سبق" أن مدير مديرية الشؤون الصحية بالطائف، الدكتور معتوق العصيمي، وجّه خطاباً عاجلاً اليوم بمنع سفر الطبيب المُتورط في الخطأ الذي تعرض له الرضيع، وذلك إلى حين خروجه من المُستشفى، واتخاذ قرار بشأن ذلك الطبيب.
وكان والد الرضيع وخاله قد تقدما بشكواهما، اليوم، إلى محافظة الطائف، حيث التقيا وكيل المحافظة أحمد السميري وطالباه بالتدخل ومطالبة الشؤون الصحية بمُحاسبة المتورط والمركز الذي أخطأ في حق رضيعهم خلال عملية الختان.
ووجّه "السميري" خطاباً لمُدير الشؤون الصحية بالمحافظة من أجل التحقيق ومُتابعة القضية من جميع جوانبها، ومُحاسبة المُتسبب فيها ومعقابته وإحالته للجنة الشرعية والإفادة بالنتائج وفق الأنظمة، إضاغفة إلى ضرورة متابعة حالة الرضيع. وحصل والد وخال الرضيع على وعود بالاطمئنان على صحة الرضيع لمعالجة الخطأ الذي حدث، ومحسابة الطبيب المتورط لاحقاً.
وبعدما حضر الطبيب الاستشاري المُتابع لحالة الطفل حالياً بمستشفى الأطفال، قدم الشرح المُفصل لحالته الراهنة، وقال: "لقد تعرض الرضيع لثقب في مجرى البول وتم عمل قسطرة عاجلة له، وبعد عشرة أيام سيتم التأكد من وضعه وحالته وظهور النتائج النهائية".
ونقلت عدة صحف ووسائل إعلام انفراد "سبق" في مُتابعتها للقضية، وادعت بعض هذه الصحف أنها اكتشفت القضية في البداية، إلا أن الاتصالات قد انهالت على "صحة الطائف" من الصحافيين بعدما نشرت "سبق" التفاصيل.
وحاولت هذه المصادر البحث عن أي معلومات جديدة مختلفة من دون التركيز على أسس المهنية في التعامل مع هذه القضية ونسبة المعلومات إلى "سبق" التي كانت صاحبة الانفراد.
وكان طبيب عربي قد بتر جزءاً من رأس العضو التناسلي لرضيع، 18 يوماً، أثناء ختانه في مركز خاص بالطائف، وحاول مداراة فعلته بعمل غرز طبية مستعيناً بزميله في المركز وإحدى الممرضات، لكنهم فشلوا في وقف النزيف، وهو ما استدعى نقل الطفل إلى مستشفى الأطفال وإدخاله لقسم الطوارئ.
وتم استدعاء طبيب جراحة أطفال من مستشفى الملك عبدالعزيز، طمأن الأسرة على حال المولود، الذي بقيَ تحت الملاحظة بالمستشفى في ظل رفض الشرطة متابعة القضية والتحقيق فيها بحجة أنها ليست جنائية، وكلف مدير مستشفى الملك عبدالعزيز أطباء استشاريين بمعاينة الحالة.
وقال خال المولود "نايف" ياسر بن بليهيد العتيبي ل "سبق" إنه دفع مبلغ 280 ريالاً، منها 250 لعملية الختان، و30 ريالاً للتحاليل الخاصة بسرعة تجلط الدم قبل التوجه لطبيب الجراحة، عربي، الذي بدأ في عملية الختان، وكان المولود يُكثر من البكاء حتى بدأ ينزف الدم وبغزارة.
وأضاف أن الطبيب استدعى آخر من زملائه بالمركز، واتفقا على تجاوز المشكلة، حيث استدعيت الممرضة وتم عمل غُرز طبية بمكان القطع الذي تركز برأس العضو التناسلي للمولود، لكن النزيف لم يتوقف، ما دفعهم لزيادة الغرز الطبية.
وطلبوا من خاله أن ينتظر عشر دقائق ليكشفوا عليه، إلا أن نزف الدم لم يتوقف ما يعني عجز الأطباء عن مُعالجة الوضع وتجاوز الخطأ الذي وقعوا فيه.
وقال "العتيبي": "بحثت عن الإدارة لتقديم الشكوى ولكن وجدت بابها مُغلقاً، ولم يكُن هناك أحد منهم، ثم توجهت لموظفات الاستقبال وطلبت منهم الاتصال بالإدارة واستدعاءها ورفضوا ذلك".
وأضاف: "لم أجد سوى إبلاغ عمليات الأمن، حيث حضرت دورية في وقتٍ سريع، واطلع رجل الأمن على الحالة لحين حضور أحد الإداريين بالمركز ومحاولة تهدئة وضع خال الطفل وإنهاء الأمر، وهو الأمر الذي رفضه في ظل تأزم حال المولود".
وتولى رجل الأمن تسجيل محضر بالواقعة، وتم نقل المولود لمستشفى الأطفال وإدخاله لقسم الطوارئ، وتم التدخل سريعاً وتمكن الأطباء من إيقاف النزيف للدم، وتم استدعاء طبيب جراحة الأطفال من مستشفى الملك عبدالعزيز وطمأن الأسرة على حالة المولود.
وتقدم خال المولود بشكوى عاجلة لمديرية الشؤون الصحية بالطائف، حيث بادر مدير صحة المحافظة الدكتور معتوق العصيمي بتوجيه مدير مستشفى الملك عبدالعزيز بأن يُخرج أطباء استشاريين لمعاينة الحالة، وأحيلت المعاملة الخاصة بالشكوى تحت رقم ط 2447/ 101/ 47 بتاريخ أمس الثلاثاء، بانتظار ما سيتم حيال المركز المتورط بالخطأ الطبي.
ومن جانبه أوضح الناطق الإعلامي المكلَّف ومدير العلاقات العامة والإعلام ب"صحة الطائف" عبد الهادي الربيعي ل"سبق": استقبلت "صحة الطائف" شكوى والد الطفل، ووجَّه مدير الشؤون الصحية بالطائف الدكتور معتوق العصيمي، بنقله لمستشفى الأطفال، ومعاينته طبياً من عدد من الاستشاريين المتخصصين، ووجد أن حالة الطفل مستقرة والجرح نظيف.
وأكد "الربيعي" أن هدف "الصحة" الأول هو الوضع الطبي والصحي للطفل، والذي تأكد سلامته واستقراره، من ثم أحيلت الشكوى للجنة المخالفات للمراكز الأهلية؛ للتحقيق، وحالياً ننتظر نتائج التحقيق وما يسفر عنه.