كانت آخر وصايا الكاتب الراحل أنيس منصور، الذي فارق الحياة صباح اليوم الجمعة بمستشفى الصفا بعد رحلة قصيرة مع المرض استغرقت أسبوعاً، هو الدفن بجوار والدته في مدافن العائلة بمدينة نصر. وقد توفي الكاتب الكبير أنيس منصور صباح اليوم ، عن عمر يناهز 87 عاماً، وذلك إثر إصابته مؤخراً بالتهاب رئوي حاد وآلام في الظهر، تم على إثرها نقله إلى غرفة العناية المركزة، نظراً لتدهور حالته الصحية. ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن نبيل عتمان مدير مكتب أنيس منصور: "إن منصور أوصى قبل وفاته بدفنه بجوار والدته بمدافن العائلة بمدينة نصر". وأكد الكاتب محمد عبد القدوس أن الفقيد سيظل اليوم في المستشفى حتى صباح غد السبت، لحين الانتهاء من إجراءات تصريح الدفن وشهادة الوفاة، على أن تقام عليه صلاة الجنازة في الساعة 12.00 من ظهر غد بمسجد عمر مكرم. وقالت الصحيفة على موقعها: "إن منصور ترك وصية أخرى لشباب مصر صانعي ثورة 25 يناير قال فيها: "كل الثورات لها ولادة عسيرة وتسبقها وتليها دماء، فالثورة حيوان مفترس لا يرتوي إلا بالدم، وكذلك شجرة الحرية بالدم تولد وبالدم تعيش.. إلا ثورة الشباب المصري فهي لا دم قبلها ولا بعدها، والذين كانوا بها لا تعرف لهم أسماء، ورفضوا أن تكون لهم أسماء، أو أن يطلق عليهم لقب أبطال؛ لذا أخاف على شباب مصر من الفتنة، أي أخاف عليهم أن يفتنوا من أنفسهم وهم شباب لم تلوثهم السلطة بعد، وأخاف عليهم من الغرور ومن أن يفسدهم الناس كما أفسدوا غيرهم من قبل". هكذا جاءت كلمات الكاتب الراحل عن ثورة 25 يناير، التي قال عنها، إنها ستغير مسار الشرق الأوسط؛ فلن يصبح العالم العربي بعد ثورة الشباب المصري مثله قبل الثورة. ويعد أنيس منصور ضمن آخر جيل الكتاب الموسوعيين في العالم العربي، وقد التحق منصور بكلية الآداب جامعة القاهرة، ودخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه، وحصل على ليسانس آداب عام 1947، وعمل أستاذًا في القسم ذاته بجامعة عين شمس، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة "أخبار اليوم"، ثم "الأهرام"، وله العديد من المؤلفات في الإبداع الأدبي في شتى صوره.