تحقق هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة في قضية تعرض طفل مقيم في الخامسة من عمره، لعنف أسري، تسبب في إصابته بحروق شديدة ومتعددة من الدرجة الثانية. ووفقا لتقرير أعده الزميل عدنان الشبراوي ونشرته "عكاظ"، قال مدير عام الشؤون الاجتماعية ورئيس لجنة الحماية بالإنابة سعيد خلف الغامدي أن لجنة الحماية الأسرية تلقت شكوى عاجلة من إدارة التعليم في محافظة جدة، إثر اكتشاف روضة أطفال، آثار عنف وحروق على جسد طفل من الجنسية المصرية. وزاد الغامدي: إزاء البلاغ تحركت على الفور لجنة نسائية من لجنة الحماية، لاستقصاء معلومات عن الحالة، «إذ ثبت تعرض الطفل لتعذيب شديد»، ما دعا اللجنة لإبلاغ الشرطة، فيما نقل الطفل إلى قسم الحروق في مستشفى الملك فهد العام، بانتظار صدور التقرير الطبي النهائي بشأن حالته. وبحسب الغامدي: فإن الطفل يقيم مع والده (طبيب في مستشفى خاص)، وزوجة والده الثانية، إثر انفصال أم الطفل عن أبيه، مؤكدا أنها (والدة الطفل)، ترافق ابنها حاليا في المستشفى. وتوقع مدير عام الشؤون الاجتماعية استمرار تنويم الطفل في المستشفى لفترة طويلة، «نتيجة صعوبة حالته»، مؤكدا في الوقت نفسه أن دار الحماية ستوفر ملجأ للطفل إذا تطلب الأمر لحين استكمال التحقيق مع والد الطفل وزوجته الثانية. وقالت مصادر مطلعة أن الطفل تعرض لحرق بالماء الساخن، مرجحين أن تكون بفعل زوجة والد الطفل، كما ثبت وجود آثار حرق سجائر على جسد الطفل. واعتبرت المصادر أن الحالة شبهة جنائية، إذ تستكمل الأجهزة المختصة التحقيق في الحالة، إذ تشير المعلومات الأولية إلى أن الطفل مصاب بحروق من الدرجة الثانية، وأن والدته المطلقة لم تشاهد ابنها منذ خمسة أشهر تقريبا. من جهتها، أبدت والدة الطفل مخاوفها من السماح لوالد الطفل باستلامه، ومغادرة المملكة هربا من العقوبة المتوقعة على من تورط في تعذيب فلذة كبدها، إذ قالت أن زوجها السابق (والد الطفل)، حاول إخراج ابنه المعنف من المستشفى، إلا أن طلبه قوبل بالرفض. واتهمت والدة الطفل زوجة طليقها بحرق ابنها، مشيرة إلى أن التعذيب حصل خلال سفر الطبيب (والد الطفل)، خارج المملكة، مستبعدة تورط طليقها في هذه الجريمة. وأشارت إلى أن طلاقها وقع قبل أربعة أعوام، وأن مشهد ابنها أدخلها في حالة من البكاء والحرقة، مؤكدة في الوقت نفسه أن القضاء سينتصر لها ولولدها. وحاولت «عكاظ» الحصول على اتصال من والد الطفل، إلا أن جواله مغلق طيلة الوقت.