قال مصدران مطلعان إن الطرح العام الأولي لأسهم شركة "تويتر" للتواصل الاجتماعي التي تبدأ تداولها في بورصة نيويورك اليوم الخميس اجتذب طلبات شراء من المستثمرين تزيد على عدد الأسهم المطروحة 30 مثلاً. وسعّرت شبكة التدوين المصغر سعر السهم عند 26 دولاراً في الطرح الذي يشمل 70 مليون سهم مساء الأربعاء وهو مستوى فوق النطاق المستهدف بين 23 و25 دولارًا الذي تم رفعه من قبل. وعلى أساس الطرح العام الأولي تبلغ قيمة "تويتر" 14.1 مليار دولار مع إمكانية الوصول إلى 14.4 مليار دولار إذا مارس المكتتبون خيارًا لشراء أسهم فوق العدد المخصص.
وتشير بيانات "تومسون رويترز" إلى أنه في حال ممارسة هذا الخيار بالكامل كما هو متوقع فإن الشركة قد تجمع 2.1 مليار دولار مما يجعله ثاني أكبر طرح عام أولي لموقع إلكتروني بعد طرح "فيسبوك" البالغة قيمته 16 مليار دولار العام الماضي ويليه طرح "جوجل" عام 2004 في المركز الثالث.
وذكر المصدران أن عشر مؤسسات استثمارية حصلت على 50 بالمئة من حجم الطرح بينما حصل 750 مكتتبًا على أقل من عشرة آلاف سهم.
واتجهت الأنظار إلى اليوم الأول لتداول سهم "تويتر"، حيث يتوقع بعض المحللين ارتفاعاً طفيفاً في السعر. وحتى مع زيادة سعر السهم كانت "تويتر" أكثر حذراً في طرحها من شبكة "فيسبوك" التي رفعت السعر وعدد الأسهم المعروضة قبل أن يشهد طرحها العام الأولي انخفاضًا كبيرًا للسعر في بدايته.
ويترواح النطاق المستهدف لسهم "تويتر" على مدى 12 شهرًا بين 29 و54 دولارًا.
وقال بريان وايزر المحلل لدى مجموعة بيفوتال للأبحاث الذي قدر قيمة سهم "تويتر" هذا الأسبوع عند 29 دولارًا إن السهم يحظى على ما يبدو بدعم قوي من المؤسسات الاستثمارية وقد يغلق بسهولة فوق 30 دولاراً في أول أيام تداوله.
لكنه حذر من أن التداول قد يكون متقلباً في ضوء كفاح "وول ستريت" لتقييم شركة تواصل اجتماعي غير تقليدية تتبنى نموذج عمل جديداً.
وقال "وايزر": "ما زال هناك الكثير من الغموض ومن الصعب جدا تحديد حجم الفرصة الآن". ويبلغ عدد مستخدمي "تويتر" 230 مليون مستخدم على مستوى العالم من بينهم رؤساء دول ومشاهير ولكن الشبكة خسرت 65 مليون دولار في أحدث ربع وتظل هناك تساؤلات بخصوص توقعات المدى الطويل.
وتفتقر "تويتر" أيضا إلى شيوع وانتشار "فيسبوك" أو عنصر "الإدمان" الذي يجعل الناس يزورون الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم بصفة يومية. وأظهر استطلاع أجرته "رويترز- إبسوس" الشهر الماضي أن 36 بالمئة من المشتركين في "تويتر" يقولون إنهم لا يستخدمونه.
وقال موشي كوهين الأستاذ في كلية الأعمال ب"جامعة كولومبيا" في "نيويورك" إن الضغط على الشركة قد يزيد سريعًا إذا فقد سهمها زخمه.
وأضاف "كوهين": "تحتاج (تويتر) إلى ثقة المستثمرين باعتبارها شركة لا يتوقع أن تحقق أرباحًا لعدة سنوات.. فإذا بدأ ذلك السهم في إبداء بعض الزخم السلبي من البداية فإنه قد يستمر على هذا المنوال لفترة".
ورغم ذلك تدرج "تويتر" أسهمها في ظل أقوى سوق لعمليات الطرح العام الأولي الأمريكية منذ عام 2007 مع ارتفاع أسواق الأسهم وانحسار الغموض الذي يكتنف سقف الدين الأمريكي على الأقل بصفة مؤقتة.
ورفعت "تويتر" يوم الاثنين السعر المستهدف للسهم في طرحها العام الأولي من نطاق مبدئي تراوح من 17 إلى 20 دولارًا. وستذهب حصيلة الطرح العام الاولي بالكامل إلى الشركة مباشرة.
وقالت "تويتر" الشهر الماضي إن إيراداتها في الربع الثالث للعام زادت إلى أكثر من المثلين لتبلغ 168.6 مليون دولار ولكن صافي خسارتها زاد إلى 64.6 مليون دولار من 21.6 مليون دولار قبل عام مع تضخم التكاليف.
ومن المرجح أن تواصل نفقات "تويتر" ارتفاعها في الوقت الذي توسع فيه وجودها الدولي وتواصل الاستثمار في البنية التحتية وعمليات الاستحواذ.