قلل أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد البترول والمعادن البروفيسور نضال الرطروط، من جدوى استخدام النقل العام، من حيث "الجانب الاقتصادي"، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن 80 في المئة من مواطني المملكة يستخدمون مركباتهم الخاصّة في التنقل. وأوضح "الرطروط"، خلال محاضرته التي ألقاها على هامش ملتقى السلامة المروري الثاني، والذي يعقد في الفترة من 4-6 نوفمبر الجاري، بتنظيم جمعية السلامة المرورية بالشراكة مع جامعة الدمام، وشركة أرامكو ممثلا بلجنة السلامة المرورية، أن المدينة العصرية في الوقت الحاضر هي التي تكون مزدحمة مرورياً بشكل مطرد، ما يتطلب مقاومة هذا الزحام، من خلال وضع إستراتيجيات وخطط علمية، للحد من الزحام.
وقال "الرطروط"، إن آثار الزحام المروري لا تقتصر على الحركة المرورية فقط، وإنما هناك جوانب أخرى يجب التنبه لها ومعالجتها، مثل: ارتفاع معدلات التلوّث البيئي، وفقدان الإنتاجية، وزيادة الحوادث المرورية، وخسارة الوقت، إضافة إلى انخفاض معدل العمر لدى قائدي المركبات الناتج من السلوك الخاطئ في القيادة.
وأكد "الرطروط"، أهمية وجود حلول علمية وبدائل معاصرة تسهم في تقليل الزحام في الحركة المرورية، مثل: حل مشكلة المواقف في المواقع والمجمعات التجارية، ومحاولة استخدام وسائل النقل العامة، مثل الحافلات الترددية، والقطارات، مشيراً إلى دراسة أثبتت أن 50 في المئة من طلاب مدارس المنطقة الشرقية يفضلون وسائل النقل العامة لتخفيف الزحام، إضافة إلى ضرورة نشر ثقافة المشي في الأماكن القصيرة والمزدحمة لتقليل الازدحام المروري، ودعم العمل عن بُعد، وسرعة تطبيق الحكومة الإلكترونية والمصرفية الذكية، وتشجيع الدراسة عن بُعد.
وكشف أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك فهد البترول والمعادن، عن بعض توصيات الملتقى مثل: حل مشكلة المواقف والبُعد عن محاولة زيادة توقيت وقت التوقف عند الإشارات المرورية، معتبراً أن مثل هذه الزيادات لا تحل المشكلة المرورية بل تزيد من المعاناة فيها، فيما شدّد على ضرورة تطبيق الأنظمة المرورية بشكلٍ حازم، وكذلك أهمية استغلال الأراضي في التخطيط العمراني العمودي الذي يقلل من الازدحام المروري الناتج عن التمدد الأفقي.
وشدّد "الرطروط"، على أهمية الارتقاء بالخدمة المقدمة من مقار رخص القيادة بما يضمن إنتاجاً واعياً لمستخدمي الطرق، حيث أثبتت دراسات أجريت على 500 متدرب في تلك المراكز أن 32 في المئة منهم فقط، استفادوا من تلك المخرجات وباتوا مدركين لتعليمات المرور.
وأكّد أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، أهمية تمدّد المنطقة عمرانياً إلى مؤثرات كثيرة، وعزا التمدُّد الأفقي إلى أنه يخفّف العبء، ولكنه دائما يدرس كمعايير إذ إن التمدُّد الأفقي يضيف زيادة في طول الرحلة بسبب وجود جانبين في الطريق، فإذا تمدد وركزت على التمدُّد الأفقي فإن الرحلة تضاعفت على المدى البعيد فيجب الجمع بين أمرين توافق بين حل التخطيط الأفقي والرأسي الذي يكون منطقياً ومتوازناً ويعطي فرصة جديدة، والذي يؤثر في الحركة، شرط ألا تحدث ازدحامات، حيث تكون الشوارع مدروسة ومخططة بشكلٍ جيد وبنفس الوقت لا تأخذ التمدُّد الأفقي المبالغ فيه الذي يجعل الرحلة طويلة جداً على الجميع، وتكون أقل رحلة تتجاور الحد المسموح، وهذا دوره أيضاً يعتبر سلبياً من الجانب الآخر.
وكشف مدير إدارة مرور المنطقة الشرقية العميد عبد الرحمن الشنبري، أنه يتم حالياً التنسيق بين المرور، وأمانة الشرقية حول الأبراج التي يتم الترخيص ببنائها في المنطقة، من خلال توفير أفضل الطرق المؤدية إليها، وكذلك إيجاد مواقف لها.