أفاد استشاري الطب النفسي الدكتور إبراهيم أبو خمسين، أن دراسة طبية أجريت على مصابي مرض السرطان أثبتت أنالعلاج النفسي ساهم في شفاء 56 بالمائة منهم، فيما كانت الوفاة مصير بقية المصابين الذين عانوا من الأزمات والتأثيرات النفسية دون محاولة علاجها، مؤكداً أن الاكتئاب النفسي يندرج ضمن أعراض مرض السرطان عند كثير من الرجال والنساء قبل اكتشاف الإصابة بهذا المرض، حيث أصبح الطب النفسي على مستوى العالم علاجاً مؤثراً في الشفاء من السرطان. وأوضح أبو خمسين خلال محاضرة ألقاها في احتفالية الأمل التي أقامتها جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية أمس الأول في معرض أرامكو بالظهران لتكريم ما يقارب 200 من مرضى السرطان وأسرهم، أن بعض الأفراد المكتئبين الذين يتوافدون على العيادات النفسية يعتقدون أنهم مصابون بالمرض، وهو الأمر الذي يتم التأكد منه بعد إجراء الفحوصات، مبيناً أن نسبة قليلة منهم يثبت إصابتهم بالسرطان، فيما النسبة الأكثر لا تتجاوز حالتها المرض النفسي فقط. وطالب أبو خمسين بضرورة تشكيل لجان مساندة في مناطق المملكة تتضمن أخصائيين في المجال الطبي والنفسي والاجتماعي، بهدف تحقيق العلاج التكاملي لمرضى السرطان . وأوضح رئيس لجنة الأمل بجمعية السرطان السعودية محمد الرويلي أن قوة الإرادة جعلته يرفض النزول بالناقل الطبي إلى غرفة العمليات، مفضلاً التوجه إليها على قدميه أملاً في الحياة، وهو ما ساهم -بعد قدرة الله- في شفائه من مرض السرطان، مبيناً أن تأسيس لجنة الأمل جاء بهدف رعاية مرضى السرطان ومنحهم روحاً جديدة للتعايش مع واقعهم وبث التفاؤل بحياة أفضل. وأشار الرويلي إلى مخاطبتهم من عدة مستشفيات لإعداد برامج تأهيلية وزيارات للمرضى، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمعية عبدالعزيز التركي لدعم ورعاية مرضى السرطان . وانتقد رئيس قسم الأشعة في كلية الطب بجامعة الدمام الدكتورة فاطمة الملحم دور الشركات الكبيرة بالمنطقة الشرقية في رعاية مرضى السرطان من خلال تجاهلها وعدم تبنيها لكراسٍ بحثية بجامعات المنطقة، لعمل أبحاث علمية عن أمراض السرطان وأسباب ارتفاع الإصابة بها، في الوقت الذي قامت فيه هذه الشركات بدعم جهات خارج الشرقية، مؤكدة أن الإحصائيات الأخيرة على مستوى المملكة أثبتت أن المنطقة الشرقية هي الأعلى إصابة بأمراض السرطان. ورفضت الملحم تحديد سبب لهذا الارتفاع الذي أرجعه بعض المتخصصين إلى انتشار المصانع الكيميائية داخل المدن، نافية هذه الآراء التي وصفتها بالتخمينات الخالية من الدراسات العلمية. وِأشارت ناهد كروم "مصابة بالسرطان" الحائزة على وسام التحدي في احتفالية الأمل نظير تعايشها الإيجابي مع المرض، إلى أهمية العلاج النفسي الذي يشكل مرحلة هامة في الشفاء، وكذلك دور المجتمع في الوقوف مع المريض وإكسابه الشعور بالقوة والإرادة والأمل، مبينة أنها أصيبت بالسرطان منذ 3 سنوات ونجحت في علاجه قبل أن يعاودها مرة أخرى وينتشر في الرئتين .