انطلقت بالرياض فعاليات اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي، بعنوان "التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي السعودي"، وينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمشاركة 70 من العلماء والمثقفين والمثقفات والمهتمين بقضايا الخطاب الثقافي في المملكة. وافتتح اللقاء بكلمة الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، رحب فيها بالمشاركين والمشاركات في هذا اللقاء متمنياً معاليه أن يسهم المركز في خلق مناخ حواري حضاري يسمح للجميع بالخروج بصيغة وتوصيات لا تتنافى مع أهداف هذا اللقاء وتنطلق من مبادئ الحرص على العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية ووحدة الصف.
ورفع "بن معمر" شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده والنائب الثاني، وأمير منطقة الرياض ونائبه، على دعمهم لمسيرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
وقال في كلمته إنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، انطلق أكبر مشروع للاستثمار في الإنسان، ووضعت الخطط الاقتصادية والعلمية والتعليمية العملاقة وذلك لكي تتبوأ المملكة موقعها الذي يتناسب مع أهميتها الدينية والسياسية والاقتصادية، متطلعة إلى مكانة متطورة في جميع المجالات، فالتطوير والتحديث حلقات مترابطة ولابد أن تسير بشكل متوازن، وإن حدث تقدم سريع في أخذها وتأخر حاد في الآخر، فإن لذلك آثاره السلبية العميقة التي من المؤكد سيكون لها نتائجها العميقة لبرامج التطوير والتحديث.
وأضاف أن هذا اللقاء كسائر لقاءات الخطاب الثقافي السعودي التي يقيمها المركز، يأتي في إطار الاهتمام الكبير بالخطاب الثقافي السعودي، إدراكاً لدوره في تشكيل الهوية الوطنية، واستلهام الثوابت الدينية والوطنية، وترسيخ أسس الوحدة الوطنية انطلاقاً من ثوابتنا الشرعية والوطنية.
وترأس الجلسة الأولى التي عقدت لمناقشة التصنيفات الفكرية وواقعها في الخطاب الثقافي السعودي الشيخ راشد الراجح الشريف نائب رئيس اللجنة الرئاسية.
وأكد "الشريف" في كلمته الافتتاحية للجلسة على أهمية هذا اللقاء في توحيد الصف ونبذ الانشقاق المبني على تصنيفات خارجة عن إطار العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية، مشيراً معاليه إلى أن الاختلاف لا يعني مطلقاً عدم الإيمان بالآخر ورؤيته في هذا الاتجاه وهذا ما يسعى مركز الحوار الوطني إلى ترسيخه من خلال عقد هذا اللقاء.
وتناول اللقاء العديد من الموضوعات أبرزها التصنيفات الفكرية وواقعها في الخطاب الثقافي السعودي، والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية ومسؤولية النخب السعودية في هذا الشأن.
وناقش المشاركون في اليوم الأول محورين من أربعة محاور يتضمنها هذا اللقاء وهما التصنيفات الفكرية وواقعها في الخطاب الثقافي السعودي، والتصنيفات الفكرية ومغذياتها في الخطاب الثقافي السعودي.
وتستكمل الخميس جلسات هذا اللقاء بمحورين هما التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية ومسؤولية النخب السعودية في هذا الشأن، وكيف نبني خطاباً ثقافياً يتجاوز التمحور والتصنيف نحو التنافس والحوار والتعايش الفكري في ظل الوحدة الوطنية.
ويأتي اللقاء تواصلاً مع اللقاءات الوطنية للخطابات الثقافية التي يعقدها المركز في كل عام، والتي يحرص المركز على تنويعها لمناقشة الجوانب والقضايا التي تمس الواقع، وتمس الحياة العامة، والقضايا التي يحرص المجتمع السعودي على مناقشتها وطرحها دائماً للبحث والنقاش لتبادل الرؤى للوصول إلى قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع، في إطار الثوابت الشرعية والوطنية.
ويهدف اللقاء إلى صياغة خطاب ثقافي سعودي مؤثر في الساحة المحلية والعربية، ضمن رؤية وطنية بعيدة عن محاولات الإقصاء والتحزب الفكري، من خلال الدعوة إلى الوسطية والحوار على مبدأ احترام الاختلافات وأفكار الآخرين، وعدم التصنيف.