توصل كرسي عبد الله وسعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بجامعة الملك عبد العزيز وفريق الباحثين في معهد كابريسا لأبحاث الإيدز بجامعة كوازولو ناتال بجنوب إفريقيا المتعاون مع الكرسي إلى طريقة جديدة للوقاية من مرض الإيدز عرفت باسمCAPRISA 004 عرضوها في المؤتمر العالمي الثامن عشر للإيدز الذي اختتم أعماله مؤخراً في فينا بالنمسا. وأوضح الأستاذ الدكتور غازي بن عبد اللطيف جمجوم المشرف على الكرسي أن الباحثين الرئيسيين في مشروع كابريسا-4، وهما البروفيسور سليم عبد الكريم، مدير معهد كابريسا وزوجته قريشة، عضوا هيئة التدريس بكلية طب نلسون مانديلا بجامعة كوازولو نتال، يعدان من أوائل المتعاونين مع كرسي أبحاث عبد الله وسعيد بن زقر بالجامعة، مشيراً إلى أنهما قدما إلى جدة في عام 2007م بدعوة من الكرسي وقاما بإلقاء محاضرتين بمستشفى الجامعة، حيث استعرضا فيهما جميع نشاطات معهد كابريسا. وأشار إلى أنهما أبديا استعداد معهد كابريسا للتعاون مع الكرسي في جميع المجالات، حيث قام الدكتور غازي بزيارة المعهد والاطلاع على تقدم سير البحث في تجربة كابريسا-4، لافتاً إلى زيارة الدكتورة هناء بخش استشارية طب الأطفال والمتخصصة في علاج الأطفال المصابين بالإيدز للمعهد في مدينة ديربان في دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر. وبين أن الدكتورة عائشة خراساني، الباحثة في معهد كابريسا، قامت بزيارة الكرسي في جدة من أجل التعاون مع أعضائه في وضع مقترح لدراسة وبائية الإصابة بمرض الإيدز في الفئات الأكثر تعرضاً للعدوى في مدينة جدة، مشيراً إلى تقديم هذا المقترح إلى برنامج مكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة. وأفاد بأنه يمكن الاستفادة من تجربة معهد كابريسا -4 ، التي قوبلت بحماس كبير من قبل الباحثين وعدد من الشخصيات العالمية المشاركة في المؤتمر مثل بيل جيتس، مضيفاً أنه تم نشرها في مجلة Science التي أشادت بهذا النجاح، موضحاً أن التجربة التي أجريت على 889 امرأة واستغرقت عامين ونصف العام أثبتت إمكانية خفض الإصابة بعدوى الإيدز بنسبة إجمالية بلغت 39% بالاستخدام الموضعي لكريم مهبلي يحتوي على عقار تينوفوفير، كما وصلت نسبة الوقاية إلى 54% بين النساء اللواتي كن أكثر انتظاما في استخدام العقار. وأضاف أن التجربة أثبتت حسن امتصاص العقار وخلوه من الآثار الجانبية، وكذلك عدم تولد فيروسات مقاومة له، مبيناً أن هذه النتائج قد أتت مفاجئة، خاصة بعد فشل عدة محاولات سابقة لاستخدام الكريمات المهبلية في صد فيروس الإيدز، حيث لم ينتج عن المحاولات السابقة أي خفض للعدوى بل على العكس تسبب استعمال بعض المطهرات في التهاب أنسجة المهبل وزيادة احتمال دخول فيروس الإيدز إلى الجسم. وبين الدكتور جمجوم أن هذه الطريقة تتيح للمرة الأولى للنساء التحكم في وقاية أنفسهن من خطر العدوى من المرض الخطير، متوقعاً في حال استخدامها أن تمنع نحو 1,3مليون حالة إصابة و800,000 حالة وفاة بسبب الإيدز خلال العشرين سنة المقبلة في دولة جنوب إفريقيا وحدها. وأشار إلى تلقي معهد كابريسا منحة خارجية بنحو 60 مليون دولار لإنشاء معهد خاص بدراسة بكتيريا الدرن متعددة المقاومة للأدوية، التي تهدد حياة الكثير من مرضى الإيدز وغيرهم على مستوى العالم. وقال إن جنوب إفريقيا تعتبر من أهم أماكن التعاون العالمي في بحوث الإيدز، مرجعاً ذلك إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض بين بعض فئات السكان هناك، مشيراً إلى أن الأبحاث التي أجريت في السنوات القليلة الماضية أثبتت فاعلية ختان الذكور في خفض نسبة انتقال المرض، لافتاً إلى تخصيص بعض منها لتطوير لقاح فعال للمرض.