شارك كرسي أبحاث ومكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في جامعة الملك عبدالعزيز فريق الباحثين في معهد «كابريسا» لأبحاث «الإيدز» في جامعة «كوازولو ناتال» في جنوب أفريقيا على نجاح تجربتهم (CAPRISA 004)، التي توصلوا من خلالها إلى طريقة جديدة للوقاية من المرض، تم عرضها في المؤتمر العالمي ال18 ل«الإيدز» الذي اختتم أعماله أخيراً في العاصمة النمساوية فينا. وأوضح المشرف على الكرسي الدكتور غازي بن عبداللطيف جمجوم أن الباحثة في معهد «كابريسا» الدكتورة عائشة خراساني، زارت «الكرسي» في جدة من أجل التعاون مع أعضائه في وضع مقترح لدرس وبائية الإصابة بمرض «الإيدز» في الفئات الأكثر تعرضاً للعدوى في مدينة جدة، مشيراً إلى تقديم هذا المقترح إلى برنامج مكافحة مرض «الإيدز» في وزارة الصحة. وأفاد أنه يمكن الاستفادة من تجربة «كابريسا 4»، التي قوبلت بحماس كبير من الباحثين وعدد من الشخصيات العالمية المشاركة في المؤتمر مثل بيل جيت، مضيفاً أنه تم نشرها في مجلة «Science» التي أشادت بهذا النجاح. وكشف جمجوم إثبات التجربة، التي أجريت على 889 امرأة واستغرقت عامين ونصف العام، إمكان خفض الإصابة بعدوى «الإيدز» بنسبة إجمالية بلغت 39 في المئة بالاستخدام الموضعي لكريم مهبلي يحتوي على عقار «تينوفوفير»، كما وصلت نسبة الوقاية إلى 54 في المئة بين النساء اللائي كن أكثر انتظاماً في استخدام العقار. وأضاف: «أثبتت التجربة كذلك، حسن امتصاص العقار وخلوه من الآثار الجانبية، وعدم تولد فيروسات مقاومة له»، مبيناً أن هذه النتائج أتت مفاجئة، خاصة بعد فشل محاولات عدة سابقة لاستخدام الكريمات المهبلية في صد فيروس «الإيدز»، إذ لم ينتج من المحاولات السابقة أي خفض للعدوى بل على العكس تسبب استعمال بعض المطهرات في التهاب أنسجة المهبل وزيادة احتمال دخول فيروس «الإيدز» إلى الجسم. وتابع المشرف على كرسي أبحاث ومكافحة «الإيدز» في جامعة الملك عبدالعزيز: «تتيح هذه الطريقة للمرة الأولى للنساء التحكم في وقاية أنفسهن من خطر العدوى من المرض الخطير»، متوقعاً في حال استخدامها أن تمنع حوالى 1.3مليون حال إصابة و800 ألف حال وفاة بسبب الإيدز خلال ال20 سنة المقبلة في دولة جنوب أفريقيا وحدها. يذكر أن مدير معهد كابريسا البروفيسور سليم عبدالكريم، وزوجته قريشة، عضوا هيئة التدريس في كلية طب نيلسون مانديلا في جامعة كوازولو نتال، ويعدان من أوائل المتعاونين مع كرسي أبحاث عبدالله وسعيد بن زقر لأبحاث «الإيدز» في الجامعة، وأنهما قدما إلى جدة في عام 2007 بدعوة من الكرسي، وألقيا محاضرتين في مستشفى الجامعة، استعرضا فيهما نشاطات معهد «كابريسا» كافة. وأشار جمجوم إلى أنهما أبديا استعداد المعهد بالتعاون مع الكرسي في المجالات كافة، منذ زيارتهما للمعهد والاطلاع على تقدم سير البحث في تجربة «كابريسا 4»، لافتاً إلى زيارة الاستشارية المتخصصة في علاج الأطفال المصابين ب«الإيدز» الدكتورة هناء بخش للمعهد في مدينة ديربان الجنوب أفريقية في دورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر. ولفت إلى تلقي معهد «كابريسا» منحة خارجية بحوالى 60 مليون دولار لإنشاء معهد خاص بدرس «بكتيريا» الدرن متعددة المقاومة للأدوية، التي تهدد حياة الكثير من مرضى «الإيدز» وغيرهم على مستوى العالم. وأعتبر جمجوم جنوب أفريقيا من أهم أماكن التعاون العالمي في بحوث «الإيدز»، مرجعاً ذلك إلى زيادة نسبة الإصابة بالمرض بين بعض فئات السكان هناك، مشيراً إلى أن الأبحاث التي أجريت في السنوات القليلة الماضية أثبتت فاعلية ختان الذكور في خفض نسبة انتقال المرض، لافتاً إلى تخصيص بعض منها لتطوير لقاح فعال لمحاربته.