يشيع الأردنيون، اليوم، أكبر معمّر في البلاد، يدعى الشيخ يوسف العتوم، بعدما توفي أمس. وعاصر "العتوم" ثلاثة قرون وعاش أكثر من 124 عاماً، ووافته المنية بعدما عانى من ضعف عام في قواه الجسدية، جراء الهرم الذي رافقته أمراض الشيخوخة، ما أقعده عن التنقل خلال الأعوام الأخيرة من عمره.
و "العتوم" له أكثر من 350 من الأبناء والبنات والأحفاد، وهو من مواليد عام 1889، ويطلق عليه "عميد معمري الأردن".
وقالت صحيفة "الرأي" إن "العتوم عاصر أواخر القرن التاسع عشر وكامل القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين, وشهد خلال مراحل حياته انهيار أمم وقيام أخرى.
ورحل الشيخ الذي أدى فريضة الحج والعمرة أكثر من 50 مرة، منها ثلاث مرات على الجمال, بعد مشوار حياة أمضاه في تعليم الناس القراءة والكتابة وإقامة المساجد وتعليم الناس أمور دينهم.
واتجه "العتوم" إلى الجامع الأزهر في مصر لطلب العلم، ثم عاد ليمتهن التدريس في أول مدرسة أساسية ببلاده.
وكان يصف نفسه على الدوام بالمقصر في الطاعة، وكان يوصي زائريه بالدعاء له بظهر الغيب.
وتضمنت وصية "العتوم" التي علقها عند رأسه، أبياتاً من الشعر لترافقه في قبره الذي حضره وساهم في حفره، ليكون جاهزاً منذ ما يزيد عن 30 عاماً بجوار قبري والديه.
وجاء في القصيدة التي تضمنتها وصيته:
قرب الرحيل إلى الدار الآخرة فاجعل إلهي خير عمري آخره