شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ضرورة اعتقال معمر القذافي، كما أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن حكومته ستساعد في ملاحقة العقيد الليبي الهارب، أثناء مؤتمر صحفي مع قادة ليبيا الجدد في طرابلس، اليوم الخميس. وكان ساركوزي وكاميرون قد وصلا إلى العاصمة الليبية في أول زيارة منذ سقوط نظام القذافي في أغسطس الماضي. وأكد ساركوزي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كاميرون، ومصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ومحمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس، أن الناتو سيواصل حملته الجوية طالما هناك حاجة لحماية المدنيين. وكان الحلف الأطلسي قد بدأ حملته الجوية بموجب القرار الدولي 1973 في مارس الماضي. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة توقيف القذافي، وكل من أصدرت بحقهم المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال، داعياً الدول التي تؤويهم للتعاون مع المؤسسات الدولية "لمحاسبة كل على أفعاله،" مشيراً إلى أنه لن تكون هناك أي مصالحة في ليبيا ما لم تتحقق العدالة. وبدوره، قال كاميرون إن مهمة الناتو يجب أن تستمر حتى تتم السيطرة على كامل أراضي ليبيا، مضيفاً: "يمكن أن تكون ليبيا مثالاً للتحول نحو الأفضل في مناطق أخرى من الوطن العربي." ودعا رئيس الحكومة البريطاني التحالف الدولي مواصلة دعمه لليبيا بالقول: "دعونا نكون واضحين فالأمر لم ينته بعد.. فالقذافي مازال طليقاً وعلينا التأكد من إكمال الأمر." وأشار إلى أن بريطانيا ستساعد في ملاحقة القذافي، مضيفاً: "نسمع العديد من التقارير عن مكان القذافي لكن يجب تقديمه إلى العدالة." وفي السياق ذاته، قال عبدالجليل إن المجلس الانتقالي سوف يرسل الجمعة، وفداً إلى النيجر لمطالبة الحكومة بتسليم بعض رموز النظام السابق، ويعتقد أن من بينهم الساعدي القذافي. وصرح عبدالجليل في معرض رده على سؤال حول تحرير ليبيا، بأن "المجلس سوف يعلن عن تحرير البلاد عندما يصبح كل تراب ليبيا تحت سيطرتنا." بدوره، صرح جبريل أن بريطانيا وفرنسا وافقتا على المساعدة في رفع التجميد المفروض على الأموال الليبية، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي طلب مساعدة البلدين في مراقبة الحدود الجنوبية، كما وافقت بريطانيا على تقديم المساعدة التقنية لإزالة الألغام. ويذكر أن فرنسا وبريطانيا لعبتا دوراً رئيسياً في الحملة الجوية التي أطلقها الناتو منذ لحماية المدنيين من هجمات القذافي.