تبدأ البرازيل سعيها إلى إحراز لقبها العالمي السادس في قارة جديدة هي إفريقيا، وذلك عندما تستهل مشوارها في جنوب إفريقيا 2010 بلقاء كوريا الشمالية الثلاثاء على ملعب "إيليس بارك" في جوهانسبورغ ضمن منافسات المجموعة السابعة. وتمثل البطولة أيضاً تحدياً لمدرب المنتخب كارلوس دونغا الذي وصفه كثيرون بأنه سيشغل هذا المنصب الذي استلمه عقب نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا خلفاً لكارلوس البرتو باريرا لفترة محددة، لكنه خالف التوقعات من خلال نجاحه ببراعة في ثلاث تجارب له مع المنتخب حتى الآن. وينتهج دونغا أسلوباً دفاعياً وهو يعتمد بذلك على لاعبين يبذلون جهوداً كبيرة طوال الدقائق التسعين ولا يقومون باستعراض مهاراتهم، وكان أكثر اللاعبين الذين دفعوا ثمن هذه السياسة نجم ميلان رونالدينيو، كما رفض مطالبة الصحافة المحلية بضم المهاجمين الصاعدين نيمار وهنريكه غانزوا من فريق سانتوس بعد تألقهما بشكل لافت إلى جانب روبينيو الموسم الفائت، كما قرر عدم استدعاء الكسندر باتو مفضلاً عليه نيلمار من فياريال. وتعد نقطة القوة الأبرز في المنتخب البرازيلي الحالي، العنصر البدني والقوة الذهنية لأفراده بقيادة قلب الدفاع العملاق لوسيو وقد تجلى هذا الأمر بوضوح في نهائي كأس القارات، عندما قلب البرازيليون تخلفهم أمام الولاياتالمتحدة في النهائي صفر-2 إلى فوز 3-2. ويدافع دونغا (46 عاماً) عن الطريقة التي ينتهجها بقوله: "أريد جلب الإرادة التي كانت لدي كلاعب إلى المنتخب، الطاقة، الحماسة ورغبة الفوز هي أمور ضرورية لحمل ألوان منتخب البرازيل". وأضاف: "بعض اللاعبين يملكون الموهبة، لكننا لا نعيش من المواهب، بل من النتائج. يقول الناس إنني متعجرف لكن هذا ليس صحيحاً، ليس سهلاً أن تتخذ القرارات الصحيحة وأن تكون بهذا الموقع". ويتخوف أنصار الكرة البرازيلية تحديداً من إصابة كاكا لكن اللاعب أكد أنه يستعيد مستواه السابق تدريجياً وسيكون جاهزاً في المونديال. وقال:"حالتي تتحسن من يوم إلى آخر، الإصابة لم تعد تزعجني مع أني كنت في البداية قلقاً لأني كنت أشعر بها في كل تدريب، أما الآن فأنا في كامل لياقتي البدنية". ولا يزال الشك يحوم حول مشاركة الحارس الأساسي جوليو سيزار في المباراة ضد كوريا، بعد إصابة طفيفة في ظهره خلال المباراة الودية ضد زيمبابوي الأسبوع الماضي. وعموماً، فإن التشكيلة البرازيلية شبه معروفة، حيث يقود خط الدفاع الرباعي ميشال باستوس وجوان ولوسيو ومايكون، في حين يعتمد في خط الوسط على إيلانو وجيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو وكاكا. أما مسؤولية تسجيل الأهداف فملقاة على عاتق روبينيو ولويس فابيانو. في المقابل يريد المنتخب الكوري الشمالي أن يكرر إنجاز عام 1966 عندما حقق نصراً تاريخياً مدوياً على إيطاليا بهدف سجله باك دو إيك، بيد أن مهمته لن تكون سهلة أمام منتخب متمرس وخبير. ومن المنتظر أن يلعب المنتخب الآسيوي بشكل دفاعي بحت لتعقيد مهمة منافسه إلى أقصى الحدود، وسيعول على مهاجمه جونغ تاي-سي الذي يطلق عليه لقب "واين روني آسيا" لتحقيق المفاجأة. البرتغال - ساحل العاج تعد المواجهة بين البرتغال وساحل العاج في بورت اليزابيث في غاية الأهمية لأن الفائز بها سيخطو خطوة كبيرة نحو حجز البطاقة الثانية إذا سلمنا جدلاً بأن الأولى محجوزة للمنتخب البرازيلي. ويريد نجم المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو أن ينقل عدوى تألقه في صفوف الأندية التي لعب فيها إلى صفوف منتخب بلاده وهو ما فشل به حتى الآن في ثلاث بطولات كبرى شارك فيها. وفشل رونالدو في التألق في صفوف منتخب بلاده بدليل صيامه عن التهديف على الصعيد الدولي منذ عام 2008 وتحديداً منذ 4 فبراير من ذلك العام عندما سجل هدفاً في مرمى فنلندا في مباراة ودية، كما لم يزر رونالدو الشباك في مباراة رسمية منذ نهائيات كأس أمم أوروبا التي أقيمت في سويسرا والنمسا وتحديداً في المباراة ضد ألمانيا في الدور الثاني. بيد أن رونالدو يرد مازحاً على منتقديه بقوله "أنا أوفر جميع جهودي للتسجيل في نهائيات كأس العالم". وتلقى المنتخب البرتغالي ضربة قوية بإصابة جناحه لويس ناني الأسبوع الماضي في كتفه، لكنه يملك البديل بوجود ريكاردو كواريسما وسيماو. أما في معسكر ساحل العاج، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو مسألة مشاركة مهاجم تشلسي وقائده المؤثر ديدييه دروغبا في المباراة بعد تعرضه لكسر في يده خلال مباراة فريقه التجريبية ضد اليابان، حيث خضع لعملية جراحية. وكان دروغبا (32 عاماً) هداف الدوري الإنجليزي (29 هدفاً)، اتخذ قراراً شجاعاً بعد إصابته بالخضوع للعملية من أجل ضمان فرصته في المشاركة في المونديال. ويبدو مدرب ساحل العاج السويدي زفن غوران أريكسون الذي يخوض ثالث نهائيات له على التوالي متفائلاً بقدرة دروغبا المقاتل في خوض المباراة بقوله "إنه يتحسن يوماً بعد يوم، علينا الانتظار". ويضم المنتخب العاجي عدداً من اللاعبين الذين يملكون خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية أبرزهم الشقيقان يايا وكوليه توريه، والمهاجم سالومون كالو.