أثار القبض على ما بات يعرف ب"حلقة كاليفورنيا" التي تضم الأمريكي إيمون دانيال هينغز، 46 عاما، وستة طلاب خليجيين بينهم سعوديان اثنان، بتهمة تزوير التأشيرات الدراسية، أثار قلق سلطات الهجرة الأمريكية وأعضاء في الكونجرس والخبراء الأمنيين فيما يخص نظم الهجرة والتأشيرات الدراسية، وتأشيرات الزيارة، خاصة أن أحد المشاركين في هجمات 11 سبتمبر دخل بتأشيرة للدراسة. ويقول تقرير لوكالة "اسوشيتد برس" إن مسؤولي الهجرة قد فككوا في الآونة الأخيرة، شبكات تزوير "تأشيرات دراسية " مماثلة في كل من ميامي وأورنج كاونى وكاليفورنيا وأتلانتا ومنطقة لوس أنجليس، وكل هذه الشبكات ضمت طلاباً من كوريا. وكانت شرطة ولاية كاليفورنيا قد أوقفت ستة طلاب خليجيين، أربعة طلاب من الجنسية الإماراتية وسعوديين اثنين، بتهمة الإحتيال والتلاعب في "التأشيرات" التي حصلوا عليها وقيامهم بدفع مبالغ مالية للأمريكي إيمون دانيال هينغز، 46 عاما، لأداء الاختبارات نيابة عنهم وهو ما يعد إنتهاكا لقوانين الهجرة. وتعتبر جانيس كيبارت المستشارة السابقة بلجنة 11 سبتمبر ومديرة قسم الأمن القومي بمركز دراسات الهجرة بواشنطن "أن التدقيق ومراجعة هويات الطلاب الأجانب عقب انضمامهم إلى الجامعات تعد ثغرة في نظام الهجرة الأمريكي، وهو ما يجعل الجامعات نقطة ضعف، وطريقة سهلة لدخول الولاياتالمتحدة ". وأثارت القضية أيضاًً النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا جس أم. بلراكس الذي أصبح مهتماً بتزوير التأشيرات الدراسية عقب وقوع حالة مماثلة في جامعة جنوب فلوريدا، وقد قدم بلراكس بالتعاون مع لجنة تحقيقات توصية بقانون "يحتم على الدارس في الجامعات الأمريكية اجتياز مقابلة شخصية بنفسه كل 30 يوماًً طوال العام الدراسي وكل 60 يوماًً في أوقات الإجازات"، ويقول بلراكس "من الواضح أن النظم الحالية لتأشيرة الدراسة لم تنجح، ويجب أن نجد طرقاً أفضل، فهؤلاء الشباب يجب أن يأتوا إلى هنا للدراسة وإلا يجب ترحيلهم". وقالت المتحدثة باسم إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية فرجينيا كايس إن المسؤولين لم يتحدثوا عن أية صلة بين شبكة كاليفورنيا والإرهاب، كما لم تأمر السلطات حتى الآن بالمزيد من حالات التوقيف فيما يخص التحقيقات الجارية. وأضاف التقرير: يعتقد المحققون أن بعض الطلاب ممن وردت أسماؤهم في شبكة كاليفورنيا، قد سافروا إلى الشرق الأوسط وعادوا أكثر من مرة، ودخلوا بتأشيرات دراسية ليلتحقوا بكليات مختلفة في كل مرة، ورغم إلقاء القبض على ستة منهم ووضع 10 آخرين قيد الترحيل، فمن المعتقد أن هناك ما يزيد على 30 طالباً آخرين داخل الولاياتالمتحدة يجرى البحث عنهم. ويضيف التقرير: أن التحقيقات في قضية "حلقة كاليفورنيا" والشبكات المماثلة أثارت التساؤل عمن يحق له التثبت من هوية الطلاب الدارسين، وتقاوم الجامعات تحمل الكثير من المسؤولية والملقاة على عاتق إدارة الهجرة، بسبب قضية الخصوصية للطلاب، كما أن الكليات الجامعية لا تملك الموارد أو الكوادر المدربة، بينما يقول الوكيل السابق لوزارة الأمن القومي الأمريكية للسياسات ستيوارت باركر "سوف يكون على وزارة الأمن القومي إتخاذ قرارات صعبة فيما يخص مسؤولية التحقق من هوية الدارسين، ووضع المزيد من العبء على الجامعات التي تقاوم مثل هذه المسؤولية الضخمة". ويقول التقرير: إن سلطات كلية "جولدن وست" التي تضم 14 ألف طالب، صعقوا عندما علموا أن بعض طلابهم كانوا ضمن الشبكة، وقالت المتحدثة باسم الكلية مارجى بونتن "إن الكلية لا تراجع هوية الطلاب في الاختبارات الروتينية، وليس هناك من طريقة للتثبت من استخدام البعض وثائق مزورة"، وتضيف بونتن "أننا لم نكن نعلم بالأمر".