تحدّث الدكتور خالد بن ناهس الرقاص، الأستاذ المشارك بقسم علم النفس في كلية التربية بجامعة الملك سعود، عن أبرز المشكلات التي تعوّق عملية الاستذكار سواء المتصلة بالطالب نفسه أو بالمحيط الأسري أو ما يتعلق بالمدرسة، للبرنامج التوعوي "صحتي.. مدرستي"، الذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن مشكلات الأسرة لها دورٌ كبيرٌ في التأثير في استذكار الطلاب دروسهم. وتنظم "الصحة" هذا البرنامج، تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بالوزارة وعبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على "تويتر" @saudimoh، لتوعية الطلاب، وتناولت الحلقة الأخيرة مع الدكتور "الرقاص" الرد على أسئلة الطلاب بخصوص تزويدهم بأهم وأنجح الطرق والأساليب لإعانتهم على الاستذكار والحفظ، وزيادة قدرتهم على استرجاع المعلومات بكل سهولةٍ ويسرٍ بإذن الله.
وقال "الرقاص" إن أبرز المشكلات التي تعوِّق عملية الاستذكار سواء المتصلة بالطالب نفسه أو بالمحيط الأسري أو ما يتعلق بالمدرسة، هي: تشتت الانتباه، السرحان، والنسيان، والشعور بالملل والتعب السريع رغم قلة المجهود الذي يبذله الطالب، والرغبة في النوم للهروب من الاستذكار، كما أن هناك مشكلات تتعلق بالأسرة كالضغط من قِبل الأب أو الأم على الطالب أو وجود خلافاتٍ داخل الأسرة، أو مشكلاتٍ بطبيعة المادة الدراسية وأسلوب الشرح من قِبل المعلم".
وعن أبرز الطرق التي تعين على عملية الاستذكار الفعالة، ذكر أن "تهيئة المكان للمذاكرة أمر في غاية الأهمية، وذلك يكون بالابتعاد عن مشتتات الانتباه، فيجب جلوس الطالب منفرداً حتى يتم التركيز على المادة المقروءة، كذلك الاهتمام بتهوية الغرفة، فالتهوية مفيدة لتجديد النشاط، مع توفير الإضاءة الكافية لأن الضوء الضعيف يجهد العين ويضعف التركيز، كذلك تحديد الأفكار المهمة بوضع خط تحتها أو كتابتها على هامش الورقة لمراجعتها مرة أخرى بعد نهاية الموضوع بترتيب الأفكار منطقياً بالعقل حتى يمكن استرجاعها وقت الحاجة أو يمكن استخدام طريقة الخرائط المعرفية أو الذهنية لتحويل المادة العلمية على شكل رموز لكي يسهل فهمها ومن ثم استرجاعها، أيضاً تقسيم المادة العلمية إلى أجزاءٍ قبل البداية بالاستذكار وتحديد وقت مناسب لكل جزءٍ والالتزام به وتحديد وقت للنوم والراحة، ومعرفة أن لكل مادة أسلوباً مختلفاً لاستذكارها، حيث إن لكل مادة دراسية طبيعتها، وضرورة الابتعاد عن السهر لما له من تأثير سلبي يرهق الفرد ويؤثر في الاستيعاب والتذكر والتركيز".
وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع عزوف الأبناء عن الاستذكار وأداء الواجبات اليومية، قال الدكتور: "إن دور الآباء مؤثر جداً؛ لأنه يتطلب منهم بذل مزيدٍ من الجهد في هذا المجال كاستخدام أسلوب التعزيز المادي (جوائز، هدايا، رحلات، الذهاب إلى الملاهي ... إلخ) أو استخدام التعزيز اللفظي القائم على عبارات المديح والثناء، فضلاً عن التعاون في الشهر مرة على الأقل مع المدرسة، وذلك يكون من خلال زيارة المدرسة لمتابعة الابن أو الابنة" .
وعن الخطوات المطلوبة لتهيئة الأبناء لتحمُّل مسؤولية الاستذكار والحفظ, وفي أي مرحلة دراسية يجب أن يتعود الأبناء على المذاكرة المستقلة، أجاب الدكتور خالد الرقاص: "إنه لا بد من التدرج في تدريب الطلاب على تحمُّل مسؤولية الاستذكار، حيث يتم تدريب الطلاب بمواد بسيطة ليتم الاعتماد فيها على النفس وإكسابه الثقة بقدرته على النجاح وتحمل مسؤولية الاستذكار والحفظ, ومتابعة نتائج تحصيله ومكافأته عند اجتياز المرحلة التي تحمّل فيها مسؤولية الاستذكار".
وعن علاج الخوف الاجتماعي أكد أن "التقليل من هذه المخاوف يكون من خلال تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية، وتعزيز مهارات الثقة بالنفس، وتكوين التوقعات الإيجابية الذاتية وعن الآخرين، أما إذا كانت المشكلة مستمرة وتعوّق الشخص عن ممارسة حياته فيكون لابد من مراجعة استشاري نفسي".
وأجاب "الرقاص" عن أسئلة متابعي وزارة الصحة على حسابها في "تويتر"، إذ ورد كثير من الأسئلة بخصوص مدى فاعلية دورات تقوية الذكاء والذاكرة، وأكّد في هذا المجال، أن "هنالك دورات تدريبية تحسّن مهارات التذكر واسترجاع المعلومات، لكن في الذكاء لم تثبت الدراسات حاليا القدرة على زيادته أو تحسينه بشكلٍ قاطع، لكن ممكن إكساب الطالب وتنمية مهارات التفكير المختلفة لديه، مشدّداً على أن "طريقة الاستذكار حسب طبيعة المادة العلمية، فمثلا مادة الرياضيات 10 % حفظاً 30 % فهماً و60 % تدريبات، في حين أن مادة الإنجليزي 30 % حفظاً، 30 % فهماً، 40 % تدريبات، لذلك يجب الاستذكار حسب طبيعة المادة أولاً، لكن دائماً الفهم يساعد على حفظ المعلومة والقدرة على استرجاعها".
أما بخصوص الخريطة الذهنية وعمّا إذا كانت فعلا تساعد الطالب على الاستذكار واسترجاع المعلومة، أكّد "أن استخدام الترميز من الأساليب المهمة في دراسات علم النفس لتخزين المعلومات في الذاكرة سواء قصيرة المدى أو طويلة المدى، لذلك بعد تحويل بعض الموضوعات في شكل خرائط معرفية تسهّل عملية الفهم لتلك الموضوعات".