قال عضو مجلس الشورى الدكتور سعد بن عبد الرحمن البازعي إن جزءاً كبيراً من المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية شفاهي، مؤكداً أن "خوف أهل الفصحى" يهدد هذا التراث الشفاهي بالضياع. جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظَّمها نادي الجوف الأدبي الثقافي، مساء أمس الأربعاء عن الموروث الشفاهي.
وتابع "البازعي" إن الناس في عصر صدر الإسلام كانوا يرون المشافهة أرقى من الكتابة، لكنهم اضطروا للتدوين عندما بدأوا في جمع القرآن الكريم؛ خوفاً من موت حفاظه، مضيفاً أن الثقافات الإنسانية تتمثل في الجانبين الشفاهي والمكتوب، لكن الاختلاف كان يتجلى في مدى الاهتمام بحفظ هذا الموروث.
وانتقد "البازعي" التأخر الكبير في الاهتمام بالموروث الشفاهي في المملكة، رغم أن جزءاً كبيراً من ثقافتها شفاهي، والذي بدأ منذ حوالي ثلاثين سنة وبمجهودات فردية قادها الدكتور سعد الصويان، والذي نجح بمساعدة عدد من الباحثين في نشر موسوعة الثقافة التقليدية التي تمثل نواة للانطلاق -كما يراها "البازعي"- والذي لم يُخفِ إعجابه بالدور الذي أصبحت تلعبه المهرجانات الشعبية، وعلى رأسها مهرجان الجنادرية في حفظ موروثنا الشعبي، مع تمنِّيه لو ترافق ذلك مع إنشاء مركز علمي يهتم بالجانب المعرفي للأدوات والرقصات والألعاب الشعبية.
كما أبدى إعجابه بدور التقنية في حفظ جزء من هذا الموروث بأنواعه المختلفة، من خلال الأوعية الحديثة ك"اليوتيوب" على سبيل المثال، رغم أنه مخزن فوضوي يحتاج فقط إلى ترتيب وتنظيم وفهرسه؛ حسب قوله.