طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من وزارة الدفاع (البنتاجون) الاستعداد لاتخاذ خطوات عسكرية محتملة في سوريا، وفقاً لما أكده وزير الدفاع تشاك هاجل. وقال "هاجل" للصحفيين المرافقين له على متن طائرة متوجهة إلى ماليزيا، إن "أوباما" أمر "البنتاجون" بتحركات بعينها للاستعداد لعمل عسكري محتمل يتطلب استعداد القوات العسكرية الأمريكية لأي قرار يتخذه الرئيس.
وأضاف أن وزير الدفاع تقع على عاتقه مسؤولية تقديم كل الخيارات أمام الرئيس بما يمكنه من الاختيار فيما بينها.
وأوضح "هاجل" أن الولاياتالمتحدة تقوم بالتنسيق مع المجتمع الدولي لتحدد ماذا حدث بالضبط حول مزاعم المعارضة السورية بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين الأسبوع الماضي.
ولفت إلى أن القرارات التي تتخذ رداً على استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية لابد أن تكون سريعة لتجنب تكرارها.
وقال "هاجل" إن الولاياتالمتحدة تضع القوات البحرية في أوضاع مناسبة تحسباً لأي قرار يتخذه "أوباما" بالقيام بعمل عسكري في سوريا.
وقال "هاجل" إن "أوباما" طلب من وزارة الدفاع الخيارات المتاحة بشأن سوريا، حيث أدى هجوم بالغاز السام على ما يبدو إلى تزايد الضغط على الولاياتالمتحدة للتدخل في الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ عامين ونصف.
وقال "هاجل" إن "وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة، وهذا يتطلب وضع قواتنا وإمكاناتنا في أوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس".
وسئل عما إذا كان يمكن للصحفيين أن يقولوا إن الولاياتالمتحدة حركت عتاداً فقال: "لا أعتقد أنني قلت هذا. إنني قلت إنه يتعين علينا دائماً إعداد إمكاناتنا حيث يكون لهذه الإمكانات القدرة على تنفيذ الطوارئ التي قدمناها للرئيس".
وسئل "هاجل" عن إمكانية القيام بعمل من جانب واحد فقال إن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن حقها السيادي في التحرك، ولكنه أضاف أن سوريا قضية دولية.
وقال: "أعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل منسق في هذا النوع من القضايا. إذا أكدت المخابرات والحقائق استخدام أسلحة كيماوية فهذه حينئذ لن تكون قضية الولاياتالمتحدة فقط، إنما قضية المجتمع الدولي".
وجاءت تصريحات "هاجل" بعد أن قال مسؤول دفاعي إن البحرية ستزيد من تواجدها في البحر المتوسط بسفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ "كروز" بسبب تصاعد الحرب الأهلية في سوريا.
وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي إن السفينة "ماهان" كانت أنهت مهمتها، ومن المقرر أن تعود لقاعدتها في "نورفولك" بولاية فرجينيا لكن قائد الأسطول السادس الأمريكي قرر إبقاء السفينة في المنطقة.
وشدد المسؤول غير المسموح له بالتحدث علانية على أن البحرية لم تتلق أوامر بالاستعداد لأي عمليات عسكرية فيما يتعلق بسوريا.
وقالت مصادر بالإدارة الأمريكية في وقت سابق إن المسؤولين الأمريكيين يدرسون سلسلة من الخيارات للرد على تقارير بأن سوريا استخدمت أسلحة كيماوية ضد المدنيين، من بينها احتمال شن هجمات بصواريخ كروز من البحر.
وأعلن متحدث باسم الجيش الأردني، أمس الجمعة، عن عقد اجتماع يجمع بين رؤساء أركان عشر دول في "الأيام المقبلة" لبحث تبعات الأزمة السورية، وإمكانية التعاون العسكري.
وأوضح الناطق في بيان له أن القمة ستجمع دول الأردن، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، تركيا، السعودية، قطر، دون الكشف عن تاريخ عقد القمة.
وأشار البيان إلى أن "الاجتماع سيوفر فرصة للبلدان المشاركة لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والآثار المترتبة على الأحداث الأخيرة، خاصة في الأزمة السورية، بالإضافة إلى مختلف جوانب التعاون العسكري بين تلك الدول والأردن".
وأضاف المتحدث أن اللقاء سيكون "استمراراً للاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف من خلال عقد المزيد من الاجتماعات في المستقبل"، من أجل "مواصلة التنسيق بين الدول بهدف تقييم التطورات في المنطقة وتأثيرها على الوضع الأمني".