قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل اليوم الأحد إن صفقات السلاح التي تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار وتناقشها الآن واشنطن مع حلفاء عرب وإسرائيل تبعث "إشارة واضحة جداً" لطهران بأن الخيار العسكري فيما يتعلق ببرنامجها النووي لا يزال مطروحاً. وأضاف "هاجل" الذي وصل اليوم الأحد في زيارة لإسرائيل "الخلاصة هي أن إيران تشكّل تهديداً.. تهديداً حقيقياً".
وقال لصحفيين رافقوه في الطائرة: "يجب منع الإيرانيين من تطوير القدرة على صنع سلاح نووي والقدرة على إطلاقه".
وجاءت المحطة الأولى في جولة وزير الدفاع الأمريكي في الشرق الأوسط التي تستمر أسبوعاً بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها تضع اللمسات الأخيرة على اتفاقات عسكرية تقوي جيش إسرائيل وجيشي السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتضمن الاتفاق بيع طائرات "كيه.سي-135" لإعادة التزويد بالوقود في الجو وصواريخ دفاع جوي مضادة وطائرات نقل للجنود "في.-22 أوزبري" لإسرائيل وبيع 25 طائرة "إف-16" النفاثة القتالية طراز فالكون للإمارات.
كما سيُسمح للإمارات والسعودية بشراء أسلحة لها قدرات "عن بعد "تمكنها من التعامل عن بعد مع العدو بدقة. وصرّح مسؤولو الدفاع بأن الأسلحة ذات القدرات "عن بعد" ستوفّر للبلدين أنظمة أكثر تطوراً مما لديهما الآن.
وسئل "هاجل" عما إذا كانت صفقات الأسلحة هذه تبعث رسالة مفادها أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً إذا تحركت طهران لتصنيع سلاح نووي قال هاجل: "لا أعتقد أن هناك شكاً في أن هذه إشارة أخرى قوية لإيران".
لكنه استطرد أن الخيار العسكري "واضح جداً لإيران منذ بعض الوقت"، وقال إن صفقات السلاح هي استمرار للسياسة الأمريكية لاحتفاظ إسرائيل بما يسمى "ميزة نوعية عسكرية" في المنطقة في إشارة عامة إلى تقديم أسلحة أمريكية متطورة وتكنولوجيا لإسرائيل.
وقال "هاجل" الذي واجه معارضة من أعضاء في مجلس الشيوخ شككوا في تأييده لإسرائيل خلال عملية التصديق على تعيينه وزيراً للدفاع إن من أهداف زيارته لإسرائيل التأكيد للإسرائيليين أن "الولاياتالمتحدة ملتزمة بأمنهم".
وسئل "هاجل" عن الجدل المتجدد في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن قيام إسرائيل بمهاجمة إيران بنفسها فقال "كل دولة ذات سيادة لها الحق أن تدافع عن نفسها وأن تحمي نفسها".
واستطرد: "إيران تشكّل تهديداً فيما يتعلق ببرنامجها النووي وإسرائيل ستتخذ القرارات التي على إسرائيل أن تتخذها لتحمي نفسها وتدافع عنها".
لكن "هاجل" أضاف أن الولاياتالمتحدة ودولاً أخرى تعتقد أنه لا يزال هناك متسعٌ للدبلوماسية والعقوبات الدولية المشددة لتؤتي ثمارها.
وقال: "الخيار العسكري هو خيارٌ لا يزال على الطاولة ويجب أن يظل على الطاولة. لكن الخيارات العسكرية -وأغلبنا يشعر بهذا- يجب أن تكون الخيار الأخير".
ويزور وزير الدفاع الأمريكي بعد إسرائيل مصر والأردن والسعودية والإمارات. وتجيء جولته وسط مخاوف متصاعدة بشأن استقرار المنطقة نظراً للبرنامج النووي الإيراني ومرحلة الانتقال المضطربة إلى الحكم المدني في مصر والحرب الأهلية في سوريا.
وصرّح "هاجل" بأن الولاياتالمتحدة ما زالت تقيم مزاعم عن استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية ضد مقاتلي المعارضة في الأشهر القليلة الماضية وهو خط أحمر حذّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أنه "سيغير قواعد اللعبة" في تعامل الولاياتالمتحدة مع الصراع.
وحتى الآن تقدم واشنطن مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية وترفض تسليحهم.
وقال "هاجل": "أجهزة مخابراتنا لا تزال تقيّم الحقائق وما يجب علينا أن نعرفه قبل أن نحدد ما إذا كانت الحكومة السورية قد استخدمت أسلحة كيماوية".