يعيش أحد أيتام دار التربية الاجتماعية بمكةالمكرمة حالة صحية حرجة نتيجة إصابته بالأنيميا المنجلية، حيث لم يتدخل المسؤولون لنقله وعرضه على مستشفى متخصص، وتركوه يصارع آلامه وأوجاعه بمسكنات طوارئ المستشفيات العامة لأكثر من 19 عاماً، وهو ما فاقم من تردي حالته الصحية. وبدورها وقفت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة صباح أمس "الأربعاء" على حالة اليتيم، واطلعت على تفاصيل مرضه والتطورات التي صاحبتها، كما وعدت بالتدخل الفوري لإنهاء معاناته ومتابعتها مع القائمين على شؤون رعايته بالدار.
وفي السياق ذاته، تقدم يتيم آخر بكشف حساب بنكي يوضح سحب مجهولين من داخل الدار مبالغ مالية من حسابه، فيما اشتكى أيتام آخرون من تعرض حسابات ادخارهم لعمليات سحب دون علمهم، ومطالبتهم بعدم السؤال عنها وعدم تسلمهم بطاقات التأمين الطبي الخاص بالرغم من توقيع وزارة الشؤون الاجتماعية اتفاقية مع شركة التأمين.
وأكد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد مطر السهلي، قبيل مغادرته مقر سكن الأيتام بحي النوارية أن الجمعية ستخاطب الجهات المعنية حيال قضية الأيتام وتصعيدها إذا لزم الأمر.
وقال "السهلي" في تصريح ل "سبق": "على الشؤون الاجتماعية سرعة التدخل وتدارك حالة اليتيم المصاب بالأنيميا المنجلية وإخضاعه لبرنامج علاجي متقدم بأحد المراكز المتخصصة، لا سيما وأن خطورة المرض بدت عليه واضحة جراء إصابته بهزال وعدم وجود شهية لتناول وجبات الطعام ودخوله في حالة انطواء عن المحيطين به.
ولفت "السهلي" إلى أن الدار شهدت وفاة أحد الأيتام منذ أشهر مضت بسبب الإصابة بذات المرض.
وفيما يتعلق بسحب مبالغ مالية من حسابات الأيتام بين السهلي أن ذلك مخالفة صريحة وجناية في حق الأيتام، مطالباً وزارة الشؤون الاجتماعية بفتح ملف تحقيق عاجل حول التجاوزات التي شكا منها الأيتام ومعاقبة الضالعين بها دونما هوادة.
من جانبه شدد المتحدث الرسمي بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة فهد العيسى على ضرورة انتشال اليتيم المصاب بأنيميا حادة وإخضاعه للعلاج والتحقيق في التجاوزات البنكية على حسابات الأيتام والمساءلة عن أسباب التباطؤ في صرف بطاقات التأمين الطبي.
وأكد على أن فرع وزارة الشؤون الاجتماعية سيطلب من إدارة دار الأيتام بمكةالمكرمة رفع تقرير مفصل عن حزمة الملاحظات التي رصدتها الجمعية بدار الأيتام.