أكد بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، خلال حلقة اليوم من برنامج "نبض"، الذي يُبث بقناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "يوتيوب"، أن هناك بعض السمات التي يعتبرها البعض رجولة في حين أنها ليست من الرجولة في شيء؛ وذلك في حلقة بعنوان "ليست رجولة". وقال: "ليست رجولة، بعض الناس مقاسات الرجولة عنده مختلفة، يعدل في مفهوم الرجولة وفي تعريف الرجولة حسب ما يناسب طبعه ويناسب قوة تفكيره ومستوى ذلك التفكير، ليست الرجولة في رفع الصوت أمام الزوجة ولا حتى الأولاد ولا حتى الموظفين، ليست الرجولة أن يدور الناس حولي، إنما الرجولة أن أدور حول الحقيقة سواء جاءت من الزوجة أو من المرأة كما ينظر بعض الناس بالنقص لها، أو من الابن أو البنت أو ربما الحفيد ".
وأضاف: "يجب أن يدور الإنسان مع الحقيقة كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدور مع حتى المقترحات البسيطة التي تأتي من بعض الصحابة غير معروفين ".
وتابع "الحبيب" إلى أن قال: "ليس من الرجولة في الحياة حينما يتعامل الإنسان مع أي أحد في هذا الوجود، أن يفكر كيف أن ينتصر، إنما الرجولة أن أفكر كيف ينتصر الحق، ذلك الحق ليس بالمفهوم الديني فحسب وإنما بالمفهوم المجتمعي بالمفهوم الحياتي، حتى لو عاملت إنساناً على غير ديني، ذلك القاضي حينما جلس أمامه علي بن أبي طالب واليهودي، فقضى لليهودي على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؛ لأنه كان يدور مع الحق ولم يكن يدور مع الرجال".
وزاد قائلاً: "يجب أن تكون رجولتك أيها الإنسان تقوم على مبدأ لا على رغبة، الرجولة لا تقوم على هدف شخصي، إنما على معرفة أو على نظام أو على اتفاق مجتمعي يكون هو المرجعية، هناك من الأصنام المجتمعية التي نصر على تسميتها رجولة، وما كانت من الرجولة في شيء، تلك الأصنام كان لزاماً أن نعرضها على ميزان الدين أولاً وعلى ميزان الصواب والخطأ بالمفاهيم المجتمعية المتعددة؛ حتى نستطيع أن نجعل هذه المفاهيم تدفعنا إلى الإمام، ولا نجعل تلك الأصنام المجتمعية من بعض المعتقدات الخاطئة تسحبنا إلى الوراء".
واختتم الحلقة قائلاً: "كان لزاماً علينا أن نجعل الرجولة مفهوماً وليس انتصاراً للذات، مفهوماً ندور حوله وليس مفهوماً نأخذ به حقنا وربما حقوق الناس ".
يُذكر أن وقف الملك فهد الخيري يبث أدعيةً ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي، منها قناة "يوتيوب" وصفحة على "فيسبوك"، وحساب "تويتر" Fahd1341@ .