يطالب الكاتب الصحفي محمد المسعودي أبناء الأثرياء السعوديين بتذكير آبائهم بأن يساهموا في مشروعات التنمية، وأن يتبرعوا لفقراء المملكة، أسوة بأثرياء الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكداً أن زكاة أموال أثريائنا السنوية تقدر ب21 مليار ريال، وأن الإنسان يجب ألا يأخذ فقط، فأصل الحياة هو العطاء، ومهما بلغت أرقام الأرصدة فإن القبور لن تزيد في مساحاتها على مترين مربعين فقط. وفي مقاله بصحيفة "الوطن"، يقول المسعودي: "أصدرت شركة (ويلث إكس) للاستشارات تقريراً عن الثروة العالمية تصدرت فيها السعودية قائمة الدول العربية الأكثر ثراء، حيث بلغ عدد أثريائها للعام الماضي 1433ه، 1256 ثرياً وبثروة تقدر ب862 مليار ريال سعودي، فيما ما زالت قائمة أغنى 50 شخصية عربية تتصدرها شخصيات سعودية وخليجية، حيث بلغ عدد الأثرياء السعوديين قرابة 32% من إجمالي الأثرياء، يليهم أثرياء الإمارات ثم الكويتيون.. وبحسبة "شيبان" نكتشف أن زكاة أموال أثريائنا السنوية تقدر ب21 ملياراً و500 مليون ريال سعودي، من هناك سأستطرد من حالة تذكر مستديمة بعد تبرع الملياردير الهندي "بريمجي" قبل أشهر بمبلغ 2.3 مليار دولار لجمعية خيرية تُعنى بمجال التربية والتعليم، وقبلها تبرع كذلك عام 2010 بملياري دولار لتمويل تدريب المعلمين الهنود وبناء المدارس، لينضم إلى قائد كتيبة مايكروسوفت بيل جيتس وكبير مستثمري الإعلانات وارن بفيت في مجموعة "تعهد العطاء" مع أربعين مليارديراً تعهدوا وعائلاتهم بمنح أكثر من نصف ثرواتهم لمنظمات خيرية في مبادرة إنسانية، ومتزامنة كذلك مع تأكيد تقارير أن حجم التبرعات الخيرية في الولاياتالمتحدة وحدها قفز في عام 2006 إلى 260 مليار دولار، وبمقدار ضعفي أرقام عام 2000".
ويعلق "المسعودي" متوجهاً نحو أبناء الأثرياء وهو يقول: "إن إسداء النصح لآبائكم كفله ديننا بواجب النصيحة، لتسألوا الله بها رداً إلى الحق مرداً جميلاً".
* ذكّروا آباءكم.. أن الإنسان يجب ألا يأخذ فقط، وأن أصل الحياة هو العطاء نحو الإنسانية، وأن فهم معنى المال والثروة وقيمتها في الحياة الفانية لا يكون إلا بالبذل وتطهير النفوس من الجشع والبخل والأنانية.
* ذكروا آباءكم.. وهم يفكرون ويعيشون على حساب وطن وشعب كيف يضيفون كل يوم أصفاراً إلى حساباتهم البنكية هنا وهناك، وكنزاً لآلاف الأمتار من مساحات خارطة وطننا، ذكّروهم بأن يرحموا أموالهم وأنفسهم.
* أعلموا آباءكم.. أن من المفارقات المشاهدة في حياتنا وجود شوارع ومناطق وأحياء فقيرة بائسة، مما يثبت أن مسلسلات وحيل الهروب والتنصل من دفع الزكاة مستمرة وما زالوا سبباً فيها مما بلغ مبلغاً دونهم وبهم يحتم ضرورة تطبيق شرع الله.
* بيِّنوا لآبائكم.. شأن حفظ حقوق المحتاجين بطريقة لا تضرهم، وأن ما يقدمونه ليس سوى الحد الأدنى مما يجب أن يلتزموا به نحو الفقراء، وأن كفاية حاجة الفقراء بسد رمقهم وكسوتهم وتوفير حاجاتهم الضرورية واجبٌ فرضه الله لهم وعليهم.
* اشرحوا لآبائكم.. أن "إيتاء الزكاة" ودفعها لمستحقيها يعني مبادرتهم نحو الفقراء لا اصطفاف الفقراء عند قصورهم وانتظار حب خشومهم وكتوفهم، وأن يتجاوزوا بذلك حدود البهرجة والإعلان على صفحات الصحف بما أنفقوا.
* اسألوا آباءكم.. كيف تهرب أموالهم الخاصة من وطنٍ جعلهم أثرياءً وجعلهم في مأمن من الضرائب والجباية؟ ولماذا تذهب ملايينهم وملياراتهم إلى بنوك سويسرا مع التجميد المريح؟!
* احسبوا لآبائكم.. بحسبةٍ بدائية لمن تجاوزت حساباتهم الستة أصفار لتجدوا معنا ناتج قسمة زكاتهم (المدفوعة) فقط في عامٍ واحد تجعل الفقر يئن ويولي هرباً من غير رجعة ولن يبقى فقير أو محتاج على خارطة وطني.
* ذكّروا آباءكم.. بركن ثالث للإسلام، وأن يرحموا به من في الأرض ليرحمهم من في السماء، وأن قبورهم لن تزيد على مترين مربعين، وكلما زادت مساحات من يعتقدون أنهم لا يُغمض لهم جفن زادهم القبر ضيقاً ونكالاً.