قدَّم بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب خلال حلقة اليوم من برنامج "نبض"، الذي يُبث على قناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "يوتيوب"، نصائح لمن يعانون التردُّد في اتخاذ القرارات، وذلك في حلقة بعنوان "التردُّد". وقال: "لماذا يتردد الإنسان، بعض الناس في شخصيته التردد، دائماً متردد، دائماً يخاف من الخطأ، هناك تفسيرات عديدة إذا عرفتها أيها الإنسان المتردد، لربما استخدمتها لتقضي على التردد".
وأضاف: "لا تعالج التردد، إنما عالج أسبابه، بعض الناس يتردد لأنه ناقص الثقة بنفسه، ولذلك من نقص الثقة بنفسه هو دائماً متردد؛ لأن نقص الثقة يمنعه من اتخاذ القرار، هذا لا علاج للتردد عنده إلا بعلاج نقص الثقة الذي هو سبب التردد، بعض الناس تردده لأنه محبط وعنده ملل، تردده علامة اكتئابية، ولذلك نقيم أمزجتنا حتى نتأكد لربما الاكتئاب هو الذي يمنعنا، بعض الناس يتردد لأن شخصيته اعتمادية دائماً يحب أن يعتمد على الآخرين، ولذلك يتردد ويتردد، يريد من يأخذ القرار عنه لأنه اعتمادي لا يتخذ القرار بنفسه، هذا الإنسان ليس عنده نقص الطاقة، ولكن خوف من أن يُترك لأن يتخذ القرار بنفسه، بعض الناس عنده التردد إشكالية لنقص المهارة، لذا كان لزاما عليه التدرب على مهارة اتخاذ القرار".
وتابع "الحبيب": "كيف نتخذ القرار؟ هناك أربع وسائل لاتخاذ القرار يلجأ إليها بعض الناس، من وسائل اتخاذ القرار أحياناً أن أحاكي غيري تقليد غيري، ومن وسائل اتخاذ القرار من خبرتي الشخصية مما فعلته سابقاً أفعله وأكرره في نفس الموقف، الطريقة الثالثة هي المحاولة والخطأ، جربت طريقة ما نفعت أجرب طريقة أخرى، إذا ما نفعت أجرب الثالثة، والطريقة الرابعة في اتخاذ القرار وهي المثلى والأعظم والأنسب والأجمل هي اتباع المنهج العلمي في اتخاذ القرار".
وزاد قائلاً: "لا أعيد نفسي وأكررها ما أسميه بالخبرة، ولا أحاكي تجارب الناس، ولا أيضاً أتبع نظام أجرب وأخطئ، بل أتبع الطريقة المنهجية المتبعة لاتخاذ القرار، وأعمل بها، وقد امتلأت بها الكتب في شكل خطوات أساسية متعددة، معرفة الهدف الذي تريد أن تقرره في هذه المسالة لكي تصل إليه، مطلب أساسي في اتخاذ القرار، تصور الطريقة في الوصول إلى ذلك الهدف، أنا أريد أن أدرس الطب، الطريق إلى دراسة الطب، معدل عالٍ في الثانوي، سبع سنوات عجاف في الدراسة، تحتاج مني جهداً كبيراً... إذن تصوُّر الطريق في الوصول إلى الهدف مطلب أساسي حتى اتخذ القرار بناء على شيء، أتعلم وأدرك أن هناك فرقاً بين الرغبة والاستعداد، بعض الناس يرغب في فعل الشيء لكنه مجرد أمانٍ غير مستعد للبذل، وبعض الناس مستعد للبذل وليس فقط رغبة عنده".
واختتم الحبيب الحلقة قائلاً: "أيها الإنسان كن مستعداً تنجح في الحياة صاحب استعداد، أما أصحاب الرغبات فلن يحققوا النجاح". يُذكر أن وقف الملك فهد الخيري يبث أدعيةً ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي، منها قناة "يوتيوب" وصفحة على "فيسبوك"، وحساب "تويتر" Fahd1341@.