تسبب إهمال وتأخر طبيب بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان في مباشرة حالة الطفلة "وليف جابر" (ثلاث سنوات) لأكثر من 11 ساعة، بعد أن أُصيبت بشظية زجاجية في "العين" في تأزم حالتها وعطب عينها. وقال ل"سبق" خال الطفلة حسين علي سليماني: "أصيبت (وليف) في العين حيث كانت تلهو بعبوة زجاجية بعد انكسارها وتطاير الشظايا منها، حيث دخلت قطعة صغيرة جداً في العين، وتم نقلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي، واستقبلت عن طريق قسم الطوارئ عند الساعة الحادية عشرة ليلاً".
وأكد أن "الطبيب المختص رفض الحضور لمباشرة الحالة التي كانت بسيطة، ولو تم التعامل معها في وقته لما حدث ما حدث، حيث لم يحضر إلا عند الساعة العاشرة صباحاً، أي بعد 11 ساعة؛ مما أدى إلى تأزمها وحدوث نزيف في العين، ومن ثم عطبها وتلفها، حيث أدخلت غرفة العمليات، ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن أتلفت بالكامل".
وأضاف "سليماني": "تم التواصل مع مدير المستشفى لحضور المختص، ولكن للأسف لم تفلح كل المحاولات في إقناعه بمباشرة الحالة، حتى من مدير المستشفى نفسه.
وعندما وجهت سؤالاً للطبيب المختص في اليوم الثاني عن سبب رفضه الحضور، قال لي بالحرف الواحد: كنت أتابع الحالة مع الطبيب المقيم بالهاتف".
وأفاد أنه "سيتم التقدم بشكوى رسمية لوزارة الصحة والمحكمة؛ للمطالبة بتطبيق الحد الشرعي بحق المتسببين، حيث إن الشرع يقول: العين بالعين"، موضحاً أن ما تعرضت له "وليف" ليس خطأً طبياً، بل إهمالاً تقف خلفه أيادي جُردت من المسؤولية.
وناشدت والدة الطفلة، عبر "سبق"، وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بتشكيل لجنة وزارية عاجلة لفتح تحقيق مع المتورطين في الإهمال الذي تسبب في عطب عين طفلتها يتيمة الأب، وكذلك بتطبيق العقوبات الرادعة بحقهم.
وقالت: "أكبر خطأ ارتكبته في حياتي عندما أدخلت طفلتي إلى مستشفى ارتبط اسمه بجملة من الأخطاء الطبية"، مضيفة: "لن يشفى غليلي حتى يتم إعادة نظر طفلتي إليها، ومعاقبة المتسببين"، وهددت بتصعيد القضية إلى أعلى المستويات.
ولفتت إلى أن "طبيباً مهملاً خطف طفولة ابنتها، ودمر مستقبلها"، مطالبة بعلاجها في أرقى المستشفيات المتقدمة في الداخل أو الخارج، وتقديم الرعاية الطبية المناسبة لها.
من جانبه قال المشرف العام على مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، الدكتور حسن الشعبي، ل"سبق": إن الطفلة نومت بعد الساعة الثانية صباحاً بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة في قسم الطوارئ، موضحاً أنه بعد استكمال الفحوصات تقرر إجراء العملية بقسم التخدير العام.
ولفت إلى أن هذا يحتاج إلى صيام لا يقل عن ست ساعات؛ حتى لا تتأثر الرئتان أثناء عملية التخدير بمحتويات المعدة؛ مما قد يؤدي إلى الوفاة أحياناً.
وأكد "الشعبي" أن العملية تمت، وتكللت بالنجاح على يد كبير أطباء العيون في المنطقة.
وقال: "الحمد لله استُطيع تصليح الإصابات التي طالت كل أجزاء العين"، وأشار إلى أن حالتها مستقرة، وسيتم تحويلها إلى مستشفى الملك خالد للعيون لاستكمال العلاج.
وكشفت مصادر ل"سبق" عن أنه تم الموافقة على تحويلها إلى مستشفى الملك خالد للعيون، وأظهرت صورتان للطفلة وثّقها ذووها وهي في قسم الطوارئ، وزودوا بها "سبق"، حيث تكشف الأولى عن أن الحالة كانت بسيطة قبل أن تتأزم بفعل تأخر الطبيب المختص- على حد حديث خال الطفلة.