قال عتيق العبيدي، والد الليبية التي انتزعتها عناصر النظام الليبي أمام كاميرات وسائل إعلام دولية، إثر اتهامها عناصر تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، باغتصابها منذ أكثر من أسبوع: إن "ابنته اختفى أثرها من ذلك الوقت رغم إعلان الحكومة الليبية الإفراج عنها"، بحسب ما نقلته عنه (CNN بالعربية). وأعرب العبيدي عن بالغ قلقه على ابنته قائلاً: نأمل أنها ما زالت على قيد الحياة.. أعتقد أنها مسجونة في مكان ما. واختفى أثر إيمان منذ 26 مارس المنصرم بعدما اقتحمت بهو فندق للصحفيين الأجانب في طرابلس، لتعلن للموجودين أنها احتجزت رغماً عنها لمدة يومين وتعرضت لاغتصاب جماعي بواسطة 15 من العناصر الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وعرضت للصحفيين كدمات تطابق مزاعم تعرضها للاغتصاب. ويأتي اختفاء العبيدي رغم تأكيد موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية، الخميس، أن إيمان ستظهر أمام الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال إبراهيم: إن العبيدي يمكنها كما يأمل أن تستقبل صحفيتين أو ثلاثاً، بحلول السبت (أمس). وأضاف موسى إبراهيم أنه لا دراية له أين كانت الخميس، مشيراً إلى أن المكان الوحيد الذي يمكنها أن تكون فيه غير منزل عائلتها، هو ملجأ للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاختطاف، أو ضحايا أنواع أخرى من العنف. وقال: "ربما تكون هناك". وشكك والدها في مزاعم الحكومة الليبية بالسماح للصحفيين بالحديث لابنته، قائلاً: "نحن مثل الجميع.. متسمرون أمام التليفزيون لعلنا نسمع شيئاً عنها". وسبق أن أعلنت الحكومة الإفراج عنها، بيد أنه لم يرها أحد منذ أن جرّتها عناصر الأمن وأدخلوها في سيارة بيضاء كانت تنتظر خارج الفندق في 26 الشهر الماضي. وقال موسى إبراهيم في المؤتمر الصحفي شبه اليومي الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: "لقد أفرجنا عنها، هناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار.. نحن نعتبر الأمر قضية جنائية". وتابع إبراهيم بالقول: إن التحقيقات مع الموقوفين جارية، مشيراً إلى أن لديهم كامل الحقوق القانونية، كما للسيدة العبيدي التي تنتمي إلى قبيلة كبيرة ولديها الكثير من المعارف". وأضاف: "لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين، القضية جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم". وكانت إيمان تعيش برفقة شقيقتها في طرابلس عندما احتُجزت ليومين ضد رغبتها وتعرضت للضرب والاغتصاب على أيدي عناصر تابعة للقذافي. وفي البداية وصفها نظام القذافي بأنها مختلة عقلياً، ثم بأنها "ثملة" واتهموها بأنها "عاهرة". وأخيراً، غير النظام روايته وقال الناطق باسم الحكومة: إن الرجال الذين اتهموا باغتصاب إيمان يخضعون للتحقيق، غير أن المتهمين المشتبه بهم تقدموا بدعوى مضادة يتهمون إيمان ب "الافتراء وتشويه السمعة". وكانت العبيدي قد دخلت الجمعة إلى ردهة الفندق في طرابلس، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادوها إلى الخارج بالقوة.