دعا البروفيسور المتخصص في الطب النفسي طارق الحبيب خلال حلقة "الانشغال بالأزمات" في برنامج "نبض"، الذي يُبث على قناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "اليوتيوب" إلى ضرورة عدم الانشغال الزائد عن الحد بالأحداث السياسية، والتركيز بدلاً من ذلك على الاهتمام بالنفس وخدمة الوطن. وقال الدكتور "الحبيب": "في الحياة هناك دائرتان؛ دائرة التأثير، ودائرة الاهتمام، فمثلاً أنا مشغول بما إن كنت سأنجح في الامتحان أم لا، وهذه دائرة الاهتمام التي تهمني؛ فأنا أهتم بمسألة النجاح والرسوب، أما دائرة التأثير فهي المذاكرة، وهنا نقول إنه يكون لزاماً على الإنسان العاقل أن ينشغل بدائرة التأثير وهي المذاكرة عن دائرة الاهتمام وهي ما إذا كنت سأنجح أم لا".
وأضاف "الحبيب": "دائرة التأثير هي التي تؤثر في دائرة الاهتمام فأستطيع النجاح، ومثلاً قد يشغلني هل سأدخل الجنة أم لن أدخل الجنة، وتكون هذه دائرة الاهتمام، أما دائرة التأثير فهي العمل الصالح، ويكون لزاماً أن نتجه إلى دائرة التأثير".
وأردف: "بعض الناس ينشغلون بالأحداث السياسية المتقلبة، وهذا انشغال بدائرة الاهتمام، ويكون لزاماً على هؤلاء الانشغال بدائرة التأثير، والسؤال هو: ما هو دوري في هذا الوطن الكبير؟ كيف أخدم أهلي وناسي؟، فليس المطلوب فقط المعارضة والمشاتمة، وإنما المهم هو أن تبدأ ببناء نفسك أيها الإنسان، أن تقدم أنموذجاً وطنياً في التعامل مع الوطن الكبير بأشكاله المختلفة، مع رعاية الفقير والصغير، والمشاركة بالمقترحات الجميلة".
وتابع "الحبيب": "ليست المشاركة الوطنية هي في سب مسؤول أو آخر، فعند الإدارة النبوية والصحابة من بعده كان النجاح يُحسب بمقدار ما يُبذل من جهد لخدمة المجتمع الذي كان يمتثل لتعاليم الدين بمفهومه الكبير، ثم حينما استقر الدين أصبح دور الدين يتحدد في شكل أوطان ومجتمعات ورسائل اجتماعية حياتية".
وقال: "الدين حينما بدأ جاء بمجموعة من الرسائل الحياتية ومجموعة من الأعمال التعبدية حتى تشكل علاقة بين الإنسان وربه، وحينما استقرت أمورنا وانطلقت ولله الحمد أصبح لزاماً علينا أن نقدم القيم والمبادئ للناس، تلك القيم التي تعلمناها من ديننا حتى نستطيع أن نشرق في هذه الحياة".
وأضاف "الحبيب": " في حياتك أيها الإنسان حينما تتنقل يمنة أو يسرة وتعيش في هذا الوجود يجب أن تبحث عن دورك دائماً، ويجب أن تسأل نفسك: ما الذي يجب أن أفعله أنا؟، ولا يكون كل همك هو أن تسأل كيف آخذ حقي؟".
وأردف: "الإنسان النبيل العاقل هو الذي يفكر كيف يعطي للآخرين حقوقهم، ولو قال أحد إن من يفكر بهذا الأسلوب هو أبله أو غبي، نقول له: لا يا سيدي هذا منهج الأنبياء ومنهج العقلاء والحكماء من الناس، أن يفكر الإنسان في كيفية أن يعطي غيره حقه".
واختتم "الحبيب" الحلقة بقوله: "أول وأضمن وأجمل طرق الأخذ هي أن تعرف كيف تعطي غيرك حقه فيأتيك ذلك الحق، والأبله الحقيقي هو من لا يفكر إلا في نفسه هو، أما من يفكر في كيف يعطي الناس جميعاً، فربما يسرقه واحد أو اثنان لكن هذا ليس أمراً عاماً، فالعطاء تجارة مع الله قبل ان يكون تجارة مع الناس".
ويبث وقف الملك فهد الخيري أدعيةً ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي، منها قناة "اليوتيوب" وصفحة على "الفيسبوك"، وحساب "تويتر".