تحدّث بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب عن "الجوّال" في الحلقة العاشرة من برنامج "نبض"، الذي يُبث على قناة الوقف الخيري الإلكتروني للملك فهد بن عبد العزيز، على "اليوتيوب"، قائلاً: "اشتكى لي أحد الزملاء يقول حين أجلس مع أسرتي، كل واحدٍ من أولادي معه جوّال، ويحرّك في هذا الجوّال، "وش رأيك كيف أمنعهم من الجوّال؟"، فقلت السؤال ليس كيف تمنعهم من الجوّال، وإنما السؤال: لماذا لا تملك مادة أكبر في نفوسهم من الجوّال الذي يرونه، لماذا لا ترفع الجودة النوعية لما تقدمه أيها الأب حتى يشتاقوا لما عندك ويكون منافساً للجوّال". وأضاف "الحبيب": "الأب الإيجابي هو مَن يجعل الجوّالات منافسة له، فيرفع من أدائه وهذه الطريقة إيجابية بدلاً من أن يدخل في صراعٍ مع الجوّالات فتكبر الجوّالات وتتقزم نفسه".
وتابع "الحبيب": "نعيب جوّالاتنا والعيب فينا وما لجوّالاتنا عيبٌ سوانا، إن صح تحوير البيت الشعري بهذه الطريقة، من أعظم نعم الله على البشرية هذا الجوّال، ومن أعظم المخترعات، حينما لا ندرك إدارة الجوّال أو غيره من التقنية المعاصرة، نتدرب على إدارته بدلا من أن نلومه، لماذا نلوم الجوّال وغيره، ونجلس نلعن في التقنية التي خدمتنا، أجدادنا كانوا مرتاحين وحياتهم مريحة!، أبداً كان العذاب كل العذاب، الله لا يعيد تلك الأيام التي كانوا متعذبين فيها، يبغى يروح عمرة مثلا يجلس ستة أشهر في الطريق، الآن التقنية بين أيدينا بدلاً من أن نلومها، مثل مَن يلوم الطائرات، ليه تلوم الطائرات طبعاً ما في أحد يلومها توصلني لمكة في ساعة إذاً أفرح بذلك والجوّالات وغيرها".
واختتم "الحبيب" حلقة الخصوصية الشخصية، قائلاً: "الجوّالات وغيرها من وسائل التقنية هي رحمات تنزلت من رب العالمين، بدلاً من أن ننشغل بتقزيم رحمات ربنا أو برجم تلك الرحمات الربانية؛ ننشغل بتطوير ذواتنا؛ ننشغل بتطوير قدراتنا في إدارة هذه الأمور وكيف نوظفها إيجابياً، كيف نوظفها دعوياً، ولذلك تلك المقاطع الصغيرة التي بدأت تنتشر، كما يوظف أهل الباطل كان لزاماً على أهل الحق بدلاً من أن يشتموا تلك المقاطع وغيرها ينشغلوا بتقديم المقاطع الخيّرة، أجد بعضهم قد انشغل بذلك وأبدع فيه أيما إبداع وبعضهم ليس عنده "الملاومة" وعندما نظرت إلى شخصه وجدته في حياته كذا، يلوم أبناءه يلوم الجوّالات ووجدته يلوم وطنه ويلوم كل شيء، وليس شيء في الدنيا جيد سواه، والإشكالية لو دقق النظر في نفسه لم يكن سيئاً في الدنيا بمقدار ذاته التي لا يقدرها ولا يحترمها، لكنه يدافع عنها لدرجة السوء التي ربما يراها وإن لم تكن سيئة لكن تصوره السيئ عنها يجعله يراها بهذه الطريقة فيعمّم هذه النظرة حينما يرى بعض الأمور الخيّرة في الحياة".
يُذكر أن وقف الملك فهد الخيري يبث أدعيةً ولقاءً يومياً لبروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب، عبر مجموعةٍ من قنوات التواصل الاجتماعي، منها قناة "اليوتيوب" وصفحة على "الفيسبوك"، وحساب "تويتر". (Fahd1341@)